نشر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “INSS” تقريراً جديداً قال فيه إن إيران وجّهت انتقادات لسلوك روسيا خلال الحرب التي خاضتها الأولى (إيران) ضد إسرائيل خلال شهر حزيران الماضي.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه منذ انتهاء حرب الأيام الـ12 بين إيران وإسرائيل، تزايدت الانتقادات في طهران لرفض روسيا مساعدة إيران خلال الصراع، وأضاف: “خلال الأسبوع الماضي، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية، مقالاتٍ نقديةً تنتقد بشدة سلوك روسيا. أدانت هذه المقالات موسكو لاقتصار ردها على الإدانات الرسمية وامتناعها عن تقديم أي دعم عمليّ لإيران”.
وأكمل: “على سبيل المثال، انتقد موقع خبر أونلاين الإخباري التأخير المطول في تسليم مقاتلات سو-35 الروسية إلى إيران. جادل الموقع بأن التأخير لا يعود إلى مشاكل تقنية أو اقتصادية، بل إلى إعطاء روسيا الأولوية لعلاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج على حساب التزاماتها تجاه إيران. أيضاً، زعم المقال أن تأخر تسليم الطائرات – الذي كان من الممكن أن يُغير بشكل كبير نتيجة الصراع مع إسرائيل – يُظهر أن التحالف بين البلدين منحاز، فإيران تُزود روسيا بطائرات مُسيّرة أساسية، وفي المقابل، لا تتلقى طهران سوى وعوداً من موسكو”.
وتابع: “كذلك، قالت صحيفة شرق الإصلاحية أن سلوك روسيا – المتمثل في عدم وقوفها إلى جانب شريكها الرئيسي في أوقات الأزمات أو فرض أي شكل من أشكال الحلول على الأطراف المتنازعة – يُلقي بظلال من الشك على قوة التحالف. وفي مقال رأي بعنوان روسيا: متفرج أم حليف؟، جادلت الصحيفة بأن الشراكة الإيرانية الروسية، التي تُوجت بتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مطلع عام 2025، لم تُسفر عن أي فوائد ملموسة لطهران. وبينما دخلت الولايات المتحدة الحرب بنشاط، اقتصر دعم روسيا على التصريحات السياسية. ووفقًا للصحيفة، فإن استمرار روسيا في رفض تزويد إيران بطائرات أو أنظمة دفاع جوي متطورة – حتى بعد الغارة الإسرائيلية أواخر تشرين الأول 2024 – يُثبت مجدداً أن الشراكة قائمة على مصالح متغيرة بدلاً من التزام حقيقي”.
وأكمل: “تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي، التي وقّعها رئيسا روسيا وإيران في كانون الثاني 2025، لا تتضمن أي بند يُلزم الطرفين بتقديم المساعدة العسكرية في حال تعرض أحدهما لهجوم. ومع ذلك، فقد عزز سلوك روسيا خلال الحرب عدم الثقة الإيراني التقليدي بموسكو”.
وختم التقرير: “في السنوات الأخيرة، حذّرت الأوساط البراغماتية والإصلاحية في إيران من تزايد الاعتماد على روسيا، محذّرةً من أن موسكو قد تضحي بالمصالح الوطنية الإيرانية من أجل مكاسبها الاستراتيجية. ورغم أن حدوث تحوّل في الموقف الاستراتيجي الإيراني تجاه روسيا في المستقبل القريب يبدو مستبعداً، إلا أن الحرب مع إسرائيل أثارت مجدداً تساؤلات جدية في طهران حول القيمة الاستراتيجية لروسيا بالنسبة لإيران”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″