نشرت مجلة “ميديل إيست آيز” تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ “مُستقبل سوريا كدولة موحدة معلق في الميزان مع سعي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى تنفيذ خطط طويلة الأمد لتعزيز السيطرة والهيمنة من خلال العنف واعتماد تكتيكات فرّق تسُد”.
Advertisement
]]>
التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” يقول إنه “خلال الشهر الماضي، شنت إسرائيل غارات جوية على سوريا بحجة حماية الأقلية الدرزية في السويداء التي شهدت اضطرابات”، وأضاف: “منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول 2024، وسَّعت إسرائيل نطاق عدوانها فاحتلت أكثر من 400 كلم مربع من الأراضي السورية الإضافية ودمّرت بشكل ممنهج ما تبقى من البنية التحتية العسكرية للبلاد”، وأضاف: “يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تستمر فيه حرب إسرائيل الإبادة الجماعية على غزة، التي دخلت شهرها الثالث والعشرين، في إحداث تداعيات على جبهات متعددة”.
يرى التقرير أن “الولايات المتحدة تُعطي الأولوية للسيطرة الجيواستراتيجية وحماية مصالحها في مجال الطاقة والأمن، فيما تسعى إسرائيل إلى تقسيم سوريا إلى جيوب عرقية وطائفية كجزء من استراتيجية عمرها عقود من الزمن لتفتيت العالم العربي وتعزيز هيمنتها الإقليمية”.
وتابع: “تتبع هذه السياسة النهج الذي اتبعه الطرفان منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، ويتمثل جوهرها في هدف مشترك وهو تفكيك سوريا كدولة موحدة ذات سيادة، وضمان عدم تمكن أي طرف إقليمي أو عالمي من تحدي النظام الأميركي الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.
ويرى التقرير أن تقسيم سوريا يُبقي الأخيرة ضعيفة ومقسمة وعاجزة عن العودة إلى الواجهة كفاعلٍ إقليميٍّ قادرٍ على دعم المقاومة الفلسطينية أو معارضة التوسع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن “هذا النموذج كان مُتجذّراً منذ زمنٍ طويلٍ في الاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط”.
وأكمل: “إن جهود إسرائيل لزعزعة الاستقرار في سوريا تعكس الحصار والدمار الذي تفرضه على غزة، كما أن تل أبيب تهدف إلى إضعاف قوى المقاومة وتسريع الخطة طويلة الأمد لتقسيم البلاد. ومع مرور الوقت، دمّرت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي السورية، ومستودعات الأسلحة، والقواعد العسكرية، ومراكز البحث العلمي. وفي الأشهر الأخيرة، سعت هذه الاستراتيجية إلى ردع إيران، ومنع سوريا من إعادة بناء قدراتها العسكرية، وتعزيز التفوق العسكري والنفسي الإسرائيلي الدائم في المنطقة”.
التقرير اعتبر أيضاً أن “الولايات المتحدة تفضل سوريا مقسمة وضعيفة بما يكفي لتكون مطيعة ولكن غير مُنهارة تماماً، حيث يُمكنها الحفاظ على نفوذها دون إثارة زعزعة استقرار إقليمية أوسع. في المقابل، تُبدي إسرائيل استعداداً أكبر لقبول الفوضى، أو حتى إثارتها، إذا كان ذلك يعني إبعاد سوريا نهائياً عن كونها تهديداً مُحتملاً، لا سيما بعد ضمّها بالفعل لمرتفعات الجولان السورية”.
ويتابع: “على نحوٍ مماثل، تحتل سوريا مركزاً محورياً في العالم العربي، إذ تسيطر على طرق نقل حيوية وممرات تجارية وتحالفات إقليمية – تمامًا مثل منطقة قلب ماكيندر. تعتقد القوى الإقليمية والعالمية أن من يسيطر على سوريا، أو على جزء كبير منها، سيؤثر على الشرق الأوسط بأكمله، إن لم يُشكله”.
وأكمل: “في هذا السياق، تنتهج الولايات المتحدة وإسرائيل سياسةً ثنائية في سوريا. فبالنسبة للولايات المتحدة، تُعتبر سوريا رقعة شطرنج تسعى من خلالها إلى صدّ الخصوم، وحماية هيمنة البترودولار، وتأمين مكانة إسرائيل دون التورط في صراعاتٍ مُفرطة. أما بالنسبة لإسرائيل، فتُمثل سوريا تهديداً وجودياً يجب تفكيكه وإعادة هيكلته وتحويله إلى خليطٍ من الدويلات الصغيرة”.