ذكر موقع “National Security Journal” الأميركي أنه “في حين تدرس القيادة الإيرانية إمكانية العودة إلى الدبلوماسية مع واشنطن، على الرغم من التهديدات المستمرة بضربات عسكرية من قبل مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، أطلقت البلاد أول مناورات عسكرية منفردة منذ نهاية حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل. وأطلقت وحدات البحرية الإيرانية، الخميس 21 آب، صواريخ وطائرات مسيّرة على أهداف في المحيط الهندي في إطار مناورات “الطاقة المستدامة 1404″.”
وبحسب الموقع، “رغم أن هذه التدريبات روتينية من الناحية الفنية، إلا أنها تأتي في وقت تسعى فيه الجمهورية الإسلامية إلى استعراض قوتها وسط أحاديث عن تجدد الضربات الإسرائيلية التي قد تصل قبل نهاية العام. وقد كُشف النقاب عن هذه التدريبات في بث تلفزيوني رسمي إيراني، على الرغم من عدم بث أي لقطات فيديو لها. وجاء في التقرير أن “هذه التدريبات تجري بعد نحو شهر من التدريبات الإيرانية الروسية تحت اسم كاساريكس 2025، والتي جرت في المياه الشمالية لإيران (بحر قزوين)”، مضيفا أن التدريبات “تجري في المياه الجنوبية لإيران”. ولكن هل يُعدّ هذا الاستعراض الأخير للقوة مجرد خدعة كبرى؟ مع اقتراب الموعد النهائي للعودة إلى المفاوضات النووية في نهاية آب، وضعف جيشها بشكل ملحوظ، تواجه إيران خطرًا داهمًا. وفي ظل احتمال إعادة فرض العقوبات التي كانت مفروضة قبل عام 2015 وعدم وجود أمل حقيقي في التنافس عسكريا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن التدريبات قد لا تخدم إلا كأداة للدعاية المحلية”.
وتابع الموقع، “أدت الحملة الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا إلى تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، وتدمير مواقع الرادار وبطاريات صواريخ سام SAM. وفي 17 حزيران، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 70 بطارية دفاع جوي إيرانية منذ بدء عملية الأسد الصاعد، منها 40 بطارية أُصيبت خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من الحرب. وقبل بدء الحملة، اعتمدت إيران في الغالب على صواريخ أرض-جو روسية قديمة، مثل S-300 وSA-6، بالإضافة إلى بنية تحتية رادارية قديمة، ولم تُحدّث الأنظمة المفقودة بعد. عوضًا عن ذلك، استبدلت إيران الوحدات التالفة بأنظمة غير محددة كانت مخزنة سابقًا”.
وأضاف الموقع، “ليس فقط أن إيران سوف تواجه وضعا سيئا في حال وقوع ضربات إسرائيلية أو أميركية في المستقبل، بل إن قواتها الجوية ليست قادرة على القيام بمهمة الرد. ويتألف الأسطول الجوي الإيراني إلى حد كبير من طائرات F-14، وF-4، وF-5 الأميركية الصنع القديمة من سبعينيات القرن العشرين، إلى جانب نماذج صينية وسوفييتية قديمة تفتقر إلى القدرة على مواجهة الطائرات الشبح الحديثة مثل F-35I Adir الإسرائيلية. كما وأن القوات البرية الإيرانية التقليدية ليست ذات فائدة تُذكر أيضًا. فقواتها العاملة، البالغ عددها 610 آلاف جندي، وجنود الاحتياط البالغ عددهم 350 ألف جندي، غير مجهزة أو مستعدة أو مؤهلة لاستعراض القوة الخارجية، بل تؤدي دورًا دفاعيًا كبيرًا. ولكن من دون هذه المعدات، قد يكون لدى إيران عدد مضاعف من الجنود، ولن يحدث هذا فرقاً كبيراً في حال شن إسرائيل حملة جديدة”.
وبحسب الموقع، “على الرغم من كل الحديث الأخير من جانب المسؤولين الإيرانيين عن القوة الضاربة، فإن القوات الإيرانية لا تستطيع أن تفعل أكثر من ضرب أهداف أميركية قريبة، مثل قاعدة العديد الجوية في قطر، التي لم تتأثر بالضربات الإيرانية في وقت سابق من هذا الصيف، من دون قوة بحرية أكثر قوة. ومع ذلك، زعم النائب الإيراني أمير حياة مقدم هذا الأسبوع أن طهران قادرة على استهداف المدن الأميركية من مواقع بحرية، وأن كل دولة أوروبية أصبحت بالفعل ضمن نطاق صواريخها، بحجة أن الضربات ممكنة “باستخدام السفن الحربية والقوارب الإيرانية”. وربما تكون الصواريخ هي أفضل ما تملكه إيران من حيث الأصول العسكرية، وقد نشرت إيران بالفعل سفناً حربية في المحيط الأطلسي. وفي عام 2021، نشرت إيران السفينتين مكران وساهاند، لكن المحللين يشيرون إلى أن هذا النوع من المهام نادر ويفرض ضريبة باهظة على قواتها البحرية وأسطولها القديم من السفن”.
وختم الموقع، “إذا افترضنا أن إيران ستستخدم ترسانتها المتنامية من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في صراع متجدد مع إسرائيل، فإن مشكلة واحدة تظل قائمة وهي الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتفوقة بكثير، والطائرات المتقدمة، والأهم من ذلك، الدعم الذي تحظى به من واشنطن”.