رغم أن اليابان تتجه إلى تحديث أسطولها الجوي بشراء مقاتلات إف-35 الأميركية، إلا أن طائراتها من طراز إف-2 “فايبر زيرو” أثبتت أنها ما زالت ورقة قوة لا يُستهان بها، خصوصًا في المواجهات البحرية.
في حزيران الماضي، وجدت طوكيو نفسها أمام اختبار حقيقي عندما عبرت حاملتا طائرات صينيتان بحر الصين الشرقي، قرب جزر سينكاكو المتنازع عليها. ردّت قوات الدفاع الذاتي الجوية بنشر مقاتلات إف-2، بل ونفّذت محاكاة لهجوم بصواريخ مضادة للسفن ضد الحاملتين، في رسالة مباشرة لبكين.
تم تطوير إف-2 بالتعاون مع الولايات المتحدة على أساس هيكل إف-16، لكنها جاءت محسّنة بشكل واضح لاحتياجات اليابان الدفاعية. فهي تتميز بجناحين أوسع بنسبة 25%، ما يمنحها سعة وقود وحمولة أكبر لدوريات بحرية طويلة، إضافة إلى رادار J/APG-1 AESA المتطور، الأول من نوعه عالميًا على مقاتلة، والذي يمنحها قدرة عالية على كشف الأهداف البحرية وتتبعها وسط التشويش.
الأهم هو قدراتها الصاروخية. فالمقاتلة قادرة على حمل أربعة صواريخ مضادة للسفن دفعة واحدة، مثل ASM-2 الموجه بالرادار النشط والقادر على الطيران بمحاذاة سطح البحر لتفادي الرادارات. أما التطوير الأحدث، ASM-3A، فهو صاروخ أسرع من الصوت (تتجاوز سرعته 3 ماخ) بمدى يصل إلى 200 كلم، مع نظام “أطلق وانسَ”، ما يتيح للطيار مغادرة منطقة الخطر فور الإطلاق.
اليابان تمتلك حاليًا نحو 94 مقاتلة إف-2. ورغم المخاوف من تفوق الطائرات الصينية الأحدث جيه-35 من الجيل الخامس، إلا أن “فايبر زيرو” تظل إحدى أقوى منصات الحرب البحرية الجوية في آسيا. فهي قادرة على استهداف حاملات الطائرات والمدمرات الصينية من مسافات آمنة، ما يمنح طوكيو وحلفاءها ورقة ردع إضافية.
وفي ظل استراتيجية بكين الرامية إلى فرض “منع الوصول/منع الدخول” في غرب المحيط الهادئ، يرى محللون أن الاعتماد الأميركي على طائرات إف-2 اليابانية قد يكون حاسمًا في أي مواجهة مقبلة مع الصين. (ذا ناشونال انترست)