حذّرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة نيتشر من أن القارة القطبية الجنوبية تشهد سلسلة من “التغيرات المفاجئة” والمتسارعة، أبرزها الفقدان القياسي للجليد البحري خلال العقد الماضي، ما يهدد بدفع القارة إلى نقطة اللاعودة. عندها سيؤدي استمرار الذوبان إلى ارتفاع مستوى البحار عالميًا بمترات، مهددًا المدن الساحلية حول العالم بالغرق.
الدراسة أوضحت أن فقدان الجليد البحري في شتاء أنتاركتيكا خلال السنوات العشر الأخيرة يعادل ما خسره القطب الشمالي في 46 عامًا، وهو تراجع يطلق حلقة مفرغة: كلما قلّ الجليد الأبيض العاكس للشمس، ارتفعت حرارة المحيطات، ما يذيب مزيدًا من الجليد.
العلماء حذّروا أيضًا من انهيار محتمل للجروف الجليدية التي تدعم الصفائح الجليدية الهائلة. انهيار صفيحة غرب أنتاركتيكا وحدها قد يرفع منسوب البحار بأكثر من 3 أمتار. كما أن تراجع الدورة الانقلابية القطبية الجنوبية يهدد النظام البيئي البحري العالمي، بدءًا من العوالق النباتية وصولًا إلى الأسماك والبطاريق الإمبراطور، التي تعاني بالفعل من فشل تكاثر كارثي بسبب اختفاء الجليد قبل نضج صغارها.
وبينما يُشبه العلماء وضع أنتاركتيكا بمرض مزمن يتفاقم بهجمات حادة مثل موجة الحر غير المسبوقة عام 2022، فإنهم يشددون على أن الحل لا يزال بأيدينا: خفض عاجل وكبير لانبعاثات غازات الدفيئة. كل جزء من درجة مئوية يتم تجنبه، يعني فرصة إضافية لتفادي تغيّرات قد تؤدي إلى فوضى مناخية وسياسية عالمية.