كشف استطلاع جديد في إسرائيل أن غالبية الجنود الإسرائيليين، يتحدثون عن ضرورة إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023.
وشمل هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد “أغام”، جنوداً من الجيش النظامي والإحتياط، كاشفاً أن 63% من الجنود يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن تبادل أسرى بين حركة “حماس” وتل أبيب.
وبين الاستطلاع أن 40% من الجنود يشعرون بانخفاض في حافزهم لمواصلة القتال في غزة، فيما يرى 64% أن الحرب تدار لأسباب سياسية.
وتعكس نتائج الاستطلاع موقفاً مشابها بين عامة الإسرائيليين؛ إذ يرى نحو ثلثيهم أن الحرب تحمل دوافع سياسية، ويؤيد حوالى 74% منهم إنهاء النزاع والتفاوض على تبادل الأسرى، وحتى بين ناخبي حزب الليكود، أيد 54% إنهاء الحرب ضمن صفقة لتبادل الأسرى، بحسب الاستطلاع.
ومن بين 251 شخصاً احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في هجوم العام 2023، لا يزال 49 في القطاع، وقال الجيش إن 27 منهم لقوا حتفهم.
انقسام حاد
ويتزامن هذا الإستطلاع وسط انقسام حاد وغير مسبوق داخل هيئة الأركان الإسرائيلية، يتمحور حول استراتيجية وتوقيت غزو مدينة غزة، مشيرة إلى أنه خلاف ليس سياسياً، بل هو صراع بين مدرستين عسكريتين بشأن أفضل طريقة لتحقيق أهداف الحرب، خصوصاً في ما يتعلق بملف المحتجزين.
وعلى رأس المدرسة الأولى يقف رئيس الأركان إيال زامير، الذي يفضل صفقة تبادل جزئية، بينما يطالب مجموعة من كبار القادة العسكريين بضرورة “اغتنام الزخم” واحتلال المدينة بالكامل وبسرعة، لفرض شروط الحكومة الإسرائيلية على “حماس”.
مع هذا، تقول “يديعوت أحرونوت”، إن رئيس الأركان زامير يؤمن بأن المضي قدماً في صفقة جزئية للمحتجزين الآن قد يجنب الجيش الإسرائيلي ضرورة احتلال غزة بشكل كامل، أو على الأقل يؤجله، وتتمثل خطته في اتباع نهج تدريجي، يبدأ بفرض حصار كامل على المدينة، ثم ينتقل إلى إخلاء السكان، الذين يقدر عددهم بحوالي مليون وربع المليون شخص، قبل بدء أي عملية برية، وبعد ذلك، سيتم تنفيذ مناورة عسكرية عنيفة لكنها محدودة في المناطق التي تؤكد المعلومات الاستخباراتية خلوها من أي محتجزين.
ويرى زامير أن هذه الطريقة هي الأمثل للحفاظ على حياة الرهائن وتقليل الخسائر في صفوف جنود الجيش، خصوصاً في قوات الاحتياط، كما تشمل خطته إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بهدف استعادة الشرعية الدولية التي فقدتها إسرائيل تقريباً، ورغم أن خطة رئيس الأركان تبدو حذرة ومنطقية، إلا أن عيبها الرئيسي هو أنها تتطلب وقتاً طويلاً جداً، قد يصل إلى عام، ولا تضمن فرض ضغطاً متواصلاً على حماس، وفقاً للصحيفة.
وعلى النقيض تماماً، يرى القادة الميدانيون أن التباطؤ في اتخاذ القرار هو أكبر خطأ استراتيجي، فهم يؤكدون أن أي صفقة جزئية ستقضي على الزخم الهائل الذي يتمتع به الجيش حالياً، وتمنح “حماس” فرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة تنظيم صفوفها.
كذلك، تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن حماس تأخذ التهديد بالغزو على محمل الجد، وأنها تبحث عن أي طريقة لتجنبه، وهو ما يجعل هذه اللحظة هي الأنسب لفرض الشروط الإسرائيلية. (24)