لماذا قررت، يا عصام، أن ترسم لك وجها أخر لتبعد عنّا شبهات العجز ، كأنما الشهادة مراس قبل أن تكون قدرا ومصيرا.
لم تستسلم إلاّ لمشيئتك… وآثرت أن تتماوج مع ألوان السنابل التي تحصدها القنابل وتتأوّه في سهولنا الجنوبية… فلا تغتالك الظنون..
Advertisement
قد لا نقو على مجاراتك… لكننا نعرف أن الرسالة التي حملنا لن تغيّبها إرهاصات الضجيج المتواصل على حدودنا، ولا شغف الموت الأحمر، ولا الرايات المزخرفة بالشؤم.
أمانتك أحرقت قلوبنا ولن تتعزّى.
كنت تعرف أن اليوم السابع هو يوم راحة، فاخترت أن تستريح، ولم تبال بكل ما يجري حولك… وبدل أن تنقل لنا لوحات الموت والدمار الذي يعصف في مناحي جنوبنا، رأيت أن تكون أنت الصورة وأنت الخبر…
عصام لن نبكيك اليوم لأننا في حاجة إلى من يبكي على حالنا. لن نبكيك لأننا سنحتفظ بكل دمعة لنرشق بها الحقد الأعمى علها تصيبه في الصميم.
لن نبكيك وانت قد رسمت لنا خارطة طريق كسر غلال الصمت.
لن نبكيك لأنك شهيد شاهد على جرائم ترتكب ضد الانسانية.
لن نبكيك لأن باستشهدائك المدوي ستحرّك الضمائر الغافية.
لن نبكيك لأن للحق أصحاب قرار لن يستكينوا قبل أن يعمّ السلام وجه الأرض.