أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه لصفقة القرن، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية تطالب بالسلام العادل.
مواقف عباس جاءت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، عقد لمناقشة “صفقة القرن”، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وترأسها وزير الخارجية البلجيكي فيليب غوفين الموجود في نيويورك، حيث تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي، لهذا الشهر.
وقال عباس: “سنواجه تطبيق صفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية على أرض الواقع”، موضحاً أن الرفض الواسع للصفقة الأميركية يأتي بسبب مخالفتها للشرعية الدولية تضمنها مواقف أحادية الجانب”.
ورأى أن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يزال أمراً يمكن تحقيقه، معتبراً أن القدس الشرقية لنا والغربية لهم ولا مانع من التعاون بين البلدين.
ودعا الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين.
وإذ أعلن عن مد يده للسلام، حذر من ضياع الفرصة الأخيرة، وقال أنه مستعد لبدء مفاوضات فوراً إذا وجد شريكاً حقيقياً في إسرائيل لصنع سلام حقيقي للشعبين.
وقال: “شعبنا لم يعد يتحمل استمرار الاحتلال، والوضع أصبح قابلاً للانفجار، وللحيلولة دون ذلك لا بد من تجديد الأمل لشعبنا وكل شعوب المنطقة في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام”.
وخاطب الإسرائيليين بالقول: “إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة على شعب آخر لن تصنع لكم أمناً ولا سلاماً”.
وهاجم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون الرئيس الفلسطيني قائلاً: “إن السلام لن يتحقق مع الفلسطينيين طالما عباس باق في منصبه”.
وأضاف: “لو كان عباس يرغب في السلام لكان سار على درب الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وتفاوض مع تل أبيب لا القدوم إلى الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن عباس “يروج لكذبه داخل قاعة الأمم المتحدة”.
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال الجلسة أن “الأمم المتحدة ملتزمة بالسلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين”. وحذر من مغبة “تزايد التوترات وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم، حيث وصلت حدة التوتر والمخاطر في الخليج مؤخرا إلى مستويات مثيرة للقلق، واليوم نحن أمام مخاطر إعادة تصعيد النزاعات في ليبيا واليمن وسوريا”.
كذلك، قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، إنه “لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة بدون أن تكون القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل”.
وأكد ميلادينوف “ضرورة إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن، على أساس خطوط ما قبل 1967، وأن تكون القدس عاصمة لكلتا الدوليتن”.
وحذر ميلادينوف من مغبة “تعهد كبار المسؤولين الإسرائيليين بضم أجزاء من الضفة الغربية من جانب واحد، بما في ذلك جميع المستوطنات الإسرائيلية ووادي الأردن وهو ما عارضه الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد أن لذلك التعهد “تأثير مدمر على احتمال حل الدولتين، وإغلاق الباب أمام المفاوضات، ويقوض بشدة فرص التطبيع والسلام الإقليمي”.
لا تصويت
وكان من المفترض أن يتم التصويت على مشروع قرار دولي، صاغته إندونيسيا وتونس، إلا أنه تم تأجيل التصويت الذي كان مبرمجاً في الجلسة نفسها. وأعلن الجانب الفلسطيني، أنّ المباحثات لا تزال جارية حول مشروع القرار، وأنّ عرضه للتصويت يمكن أن يحدث في أي وقت.
وتضاربت التصريحات حول الهدف من تأجيل التصويت على مشروع القرار، وسط أنباء عن ضغوط أميركية غير مسبوقة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، تمنع حتى مجرد عرض مشروع القرار للتصويت في المجلس.
وطلبت واشنطن، وفق مصادر لوكالة “الأناضول”، حذف كل الإشارات الواردة في المسودة إلى المرجعيات الدولية، وكذلك أية فقرات متعلقة بضم إسرئيل لأراضٍ في الضفة الغربية، مع تضمين المشروع فقرة تتحدث عن الترحيب بصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 كانون الثاني/يناير.
إلا أن البعض الآخر رجّح أن يكون السبب وراء عدم التصويت تغييراً في الموقف الأوروبي الملتزم ب”حل الدولتين”. وقال دبلوماسيون غربيون لدى الأمم المتحدة أن التأجيل جاء عقب اجتماع لمندوبي دول المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز لدى الأمم المتحدة بحثوا خلاله احتمال إدراج المشروع للتصويت في جلسة الثلاثاء أو تأجيل هذه الخطوة.