اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ “البلد استنفد وقته وحاله وروحه”، وقال: “آن الأوان لأن نضع كل الأمور جانباً ونذهب في محاولة جادّة لانهاء المأزق الذي يعيشه البلد حالياً”.
وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقامه “تجمع العلماء المسلمين” بعد ظهر اليوم للشيخ القاضي أحمد الزين، تطرق نصرالله إلى الملف الحكومي، وقال: “لسنا في موقع اليأس ولا تيأسوا ففي خلال الأيام الماضية والأيام الآتية هناك جهود جادّة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات”.
إلى ذلك، أكّد نصرالله أن “المقاومة هي الأمل الوحيد لتحرير فلسطين”، مشيداً بدور “الحركات الاسلامية والشخصيات السنية والعروبية وتجمع العلماء المسلمين في رفضهم لتصنيف الحرب على اليمن بأنها بين السنة والشيعة”، وقال: “المرحلة الأصعب على أخواننا من أهل السنة كانت في السنوات العشر الماضية، فمواقفهم كانت الأكثر جرأة، لا سيما أنهم كانوا قلة“.
ومع هذا، رأى نصرالله أنّ “أميركا تسير نحو الأُفول وهي في نزول ومحور المقاومة في تقدم تصاعدي”، وقال: “دعونا لا ننتظر أميركا والعالم والتطورات وتعالوا لحوارات داخلية واقليمية لنعالج مشاكلنا”.
وفي ما خص إيران، فقد أشار نصرالله إلى أنه “ما لم تعطه طهران في في ظل أقسى العقوبات والتهديد اليومي بالحرب لن تعطه اليوم”، وأردف: “ايران على عتبة تجاوز مرحلة الحصار والعقوبات وهي اثبتت قوتها وقدرتها”.
وتحدث نصرالله عن صفقة القرن، مؤكداً أنها “ماتت بسبب الصمود الفلسطيني وسقوط أحد أضلاعها وهو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”، وأضاف: “أما الضلع الثاني لسقوط صفقة القرن وهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتبر في وضع وهذا ما تعكسه الانتخابات الاسرائيلية”. وأضاف: “الصمود الفلسطيني هو السبب في عدم تمرير صفقة القرن واحتفائها عن التداول”.
وفي كلمته، وصف نصرالله الراحل الزين بـ“النموذج الرفيع والراقي والمتميز بالصدق والعلم والاخلاص والنقاء”، لافتا إلى “حضوره في كل الساحات والميادين، فكان المقاوم الثائر والواضح في الرؤية والشجاعة في التعبير عن الموقف“.
وقال: “الشيخ الزين كان ثابتا في مواقفه وراسخاً في إيمانه بالوحدة، وفي مواجهة الاستحقاقات الكبيرة، فلا يضعف ولا يتذبذب ولا يتردد، إذ أن التذبذب واحد من بلاءاتنا في الوطن العربي“.