بعد ايام قليلة على انعقاد “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” الذي دعا إليه البابا فرنسيس، والموقف الواضح الذي عبّر امام البطاركة والاساقفة، ووسط ترقب للخطوة التالية المرتقبة للفاتيكان لدى دول القرار، نشطت التحليلات والقراءات المختلفة في بيروت للحدث الفاتيكاني، وتركز النقاش على موقف الفاتيكان من مسألة المؤتمر الدولي والحياد التي دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الى اعتمادهما.
وفي هذا السياق تقول شخصية مطلعة على اجواء الفاتيكان” ان الكرسي الرسولي ، المطلع جيدا على موقف الراعي وابعاده، يحاذر في الغالب اتخاذ مواقف علنية من مسائل عليها انقسام حاد، خاصة وان من بين المدعون الى لقاء الفاتيكان شخصيات ربما يكون لها موقف مختلف من الحلول المطلوبة”. ووفق هذه الشخصية” فان هدف البابا من اللقاء كان دعم لبنان، والتأكيد من خلال جمع قيادات الكنائس المسيحية، على تمسك الفاتيكان برسالة لبنان الجامعة للمسيحيين والمسلمين معا، وتوجيه رسالة بهذا المعنى الى كل القيادات اللبنانية”.
اما شخصية مسيحية مقربة من فريق الثامن من آذار فتعتبر، في سياق قراءتها للحدث الفاتيكاني، ان البابا فرنسيس لم يؤيد الراعي في الكثير من أفكاره التي طرحها، لا بل اكثر من ذلك فقد كان أكثر ميلاً الى طروحات البطاركة يوحنا العاشر يازجي ويوسف العبسي وارام الأول كشيشيان كونها أكثر واقعية ومنطقية واكثر افادة للحضور المسيحي في لبنان”.في المقابل عكست عظة البطريرك الراعي في قداس الاحد امس رسالتين اساسيتين ، الاولى التأكيد «لإخوتنا وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى الانفتاح والاستعداد للتعاون لبناء الأخوة وتعزيز السلام، ليس في السلام غالبون ومغلوبون، بل إخوة وأخوات، يسيرون من الصراع إلى الوحدة، رغم سوء التفاهم وجراح الماضي». اما الرسالة الثانية وهي الابرز ،فدعوته مجددا “الى الحياد الايجابي الناشط، والى مؤتمر دولي يخرج لبنان من أزمته المصيرية”.
وفي رأي مرجع كنسي مسؤول عن الاتصالات بين الافرقاء اللبنانيين ” فان موقف الراعي ليس جديدا، لكن أهميته أنه يصدر أيام على انتهاء لقاء روما، ويشكل رسالة ان الموقف البطريركي يلقى تفهما بابويا ،على عكس ما يقوله البعض، من دون ان يعني ذلك انحيازا بابويا الى رأي على حساب آخر”.
ويقول المرجع الكنسي” ان الاتصالات التي سيجريها الحبر الاعظم مع دول القرار و الدول المؤثرة في الواقع اللبناني ستحدد الوجهة النهائية للحل المنشود”.