قال مستشار النمسا، سيباستيان كورتس، الأربعاء، إن بلاده تعمل مع الإمارات بشكل وثيق على مستوى السياسة الخارجية، لتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.
ورحب مستشار النمسا سيباستيان كورتس، بزيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى النمسا المقررة الخميس، مؤكدا انها تعتبر محطة مهمة في إطار تعزيز وتوطيد علاقات التعاون بين البلدين الصديقين والتي شهدت تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة.
وعبّر المستشار كورتس في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات “وام” عن إعجابه وتقديره لمسيرة التنمية التي تشهدها الإمارات وتشمل كافة المناحي والقطاعات، مضيفا: “تعد الإمارات أحد أهم شركائنا في المنطقة العربية، وهي أهم شريك اقتصادي للنمسا في المنطقة العربية”.
ولفت إلى وجود استثمارات نمساوية مباشرة في الإمارات تزيد عن 7 مليارات يورو، معتبرا أن “الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين النمسا والإمارات إلى شراكة استراتيجية أمر منطقي سيجلب الفوائد للبلدين”.
وأشار إلى الآثار الإيجابية، التي توقع أن تصب في صالح البلدين بعد توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، موضحا ذلك بالقول: “مع ترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، أصبح لدينا الآن الفرصة لجعل هذه العلاقات أوثق، خاصة في مجالات السياسة والأعمال والتعليم والثقافة والتبادل الشبابي”.
ونوّه إلى أن ألكسندر شالينبرج وزير خارجية النمسا، يعمل بشكل وثيق مع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا، لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية.
وعن توقعاته بشأن فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري بين البلدين في المستقبل القريب، قال مستشار النمسا: “هناك العديد من الفرص لتوسيع علاقاتنا الاقتصادية، لا سيما في مجال مصادر الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الهيدروجين”، وأرجع سبب ذلك إلى اهتمام الإمارات بالابتكارات الحديثة وتقنيات المستقبل، مشيرا إلى تركيز الدولة على الطاقات المتجددة والمستدامة.
وسلط رئيس المستشار كورتس الضوء على فرص تعزيز التعاون المستقبلي بين النمسا والإمارات في مجال الطاقة المتجددة النظيفة، وقال: “نحن نسعى جاهدين للعمل بشكل أوثق معا، خاصة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين”، وأشار إلى وجود عدد من الشركات في النمسا والإمارات، لديها الكثير من الخبرة والمعرفة في هذا المجال، وأوضح أن سفارة النمسا في الإمارات تدعم هذا الجانب وتسعى لإيجاد مشاريع مشتركة في هذا القطاع، لافتا إلى مشروع إنشاء “تحالف هيدروجين” بين الإمارات والنمسا.
وعن حجم التوافق في وجهات النظر ومواقف البلدين إزاء القضايا الدولية والإقليمية الهامة، قال المستشار كورتس: “نحن نعمل معا بشكل وثيق على مستوى السياسة الخارجية، ولدينا اهتمام كبير لتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة العربية”.
وعن رؤية النمسا إلى منطقة الشرق الأوسط في ضوء التطورات الأخيرة، ذات الصلة باتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، قال المستشار كورتس: “نحن ننظر إلى اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية بشكل إيجابي للغاية”، وأشار إلى إمكانية استفادة الجانبين من تعاون أوثق، يضمن المزيد من الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، معبرا عن أمله في أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في مثل هذا التوجه.