بقي قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والعزوف مع تيار المستقبل عن خوض الانتخابات النيابية، يلقي بثقله على المشهد الداخلي.
وعلمت «البناء» أن الرئيس فؤاد السنيورة والمفتي عبد اللطيف دريان حاولا إقناع الحريري بالعدول عن قراره وشرحا له تداعيات هذا القرار، لكنه أصرّ على موقفه.
على صعيد التزام كتلة المستقبل بقرار الحريري من عدمه، أشارت أوساط نيابية في المستقبل لـ«البناء» الى أن «الكتلة ستجري لقاءات ومشاورات مع الحريري، بعد عودته الى بيروت خلال أسبوعين، لحسم هذا الموقف، ومن المبكر الحديث عنه، وهناك متسع من الوقت حتى إقفال باب الترشح للانتخابات». وبحسب المعلومات فقد دعا الحريري نواب الكتلة خلال اللقاء الأخير لعدم الترشح تحت عباءة المستقبل، لكنه لم يدعوهم لعدم الترشح منفردين، ما دفع بعض النواب للاقتراح على الحريري الترشح منفردين وليس تحت لوائح تحمل اسم التيار. ولفتت المعلومات لـ«البناء» الى أن «الحريري سيعود الى لبنان خلال أسبوعين لإطلاق جولة مشاورات جديدة مع اعضاء الكتلة لحسم بعض النقاط لجهة الترشح على لوائح اخرى». إلا أن اغلب النواب في الكتلة ملتزمون بقرار الحريري إلا أن يقول العكس.
وكتبت” النهار”: خلط الأوراق الواسع والناشئ عن قلب الطاولة التي تسبب بها قرار الحريري لم يحتمل تبريدا لأكثر من ساعات، فبدأت الحسابات الانتخابية والسياسية تخرج من القمقم غداة سفر الحريري ليل اول من أمس إلى ابوظبي بعد ساعات من اعلان قراره.ويمكن اختصار المشهد في اليوم التالي على قرار الحريري انه انقسم بين “ساحتين” أساسيتين لخصوم وحلفاء، فيما لا تزال “ساحات” الشركاء الاخرين، خصوما او حلفاء أيضا، ساكنة تلتزم الترقب والتريث. ساحة الوقع المباشر للقرار أي لدى “تيار المستقبل” وعبره كل القوى والاتجاهات السنية تحديدا التي تعتمل بمخاض غير مسبوق منذ محطات مفصلية مصيرية مثل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او عملية 7 أيار 2008 وسط تصاعد المخاوف إلى ذرواتها من تداعيات الفراغ الذي سيحدثه ابتعاد الرئيس الحريري و”تيار المستقبل” عن الانخراط في العملية الانتخابية. وبدا واضحا ان ثمة تهيباً واسعاً حتى الان لدى مختلف المعنيين في هذه الساحة عن الخوض في رسم سيناريوات حول البدائل الانتخابية فيما لا تزال “مشاريع البدائل” غامضة وغير مؤهلة لمواجهة استحقاق بمستوى محاولة ملء فراغ “المستقبل”.
وتواصلت يوم أمس ردود الفعل السياسية على قرار الحريري الانسحاب من المشهد السياسي اللبناني. واشتعلت مجددا جبهة «القوات»- «المستقبل» اذ استدعى موقف رئيس «القوات» سمير جعجع من قرار الحريري ردودا عالية النبرة من «المستقبل». وقال مصدر في «المستقبل» لـ «الديار»: جمهور تيارنا يدرك جيدا من طعن الرئيس الحريري بالظهر وهو لن يسامحه. اما مراهنة جعجع على اجتذاب جزء من شارعنا اليه فمضحك».