لطالما سعت الدولة اللبنانية إلى النهوض بمؤسساتها الرسمية والوصول بها إلى مستوى يليق بدولة كانت يوما ما سويسرا الشرق، ولم يبقى من هذه التسمية إلا الذكريات، فالدولة تعمل جاهدة على تلميع صورة مؤسساتها ذات الطابع العام من اجل تحسين وتجميل صورتها والنهوض بالبلد ككل، ومن جملة هذه المؤسسات مطار رفيق الحريري الدولي والذي يعدّ واجهة لبنان وكان فيما مضى من أنشط مطارات الشرق الأوسط .
حيث ان بلوغ المجد صعب إلا أن الأصعب المحافظة على هذا المجد، فبعد ان كان مطار بيروت الدولي من أنشط مطارات الشرق الأوسط سرعان ما أصابه الترهل والعجز نتيجة أسباب داخلية وخارجية تتلخص الداخلية منها في اهمال تطوير المطار فضلاً عن الأوضاع السياسية التي أرخت بظلالها على لبنان ككل، أما الأسباب الخارجية فهي بروز وصعود مطارات هامة في المنطقة وخاصة في مطلع الالفية الثالثة كمطار حمد الدولي ومطارات دبي.
ومؤخراً طرح موضوع توسيع المطار من خلال انشاء مبنى جديد للمسافرين-2 مما يساهم في تطوير المطار وزيادة الطاقة الاستيعابية له مما يعزز دور لبنان السياحي والجيو سياسي في المنطقة، إلا أن هذا الأمر وقع فريسة للتجاذبات السياسية بين مؤيد ومعارض، علماً ان المطار يخدم كل اللبنانيين ويعزز من هيبة وقوة الدولة من خلال دوره السياحي.
وما يهمنا في هذا السياق هو امعان فرقاء من اللبنانيين في عرقلة وتقويض أي جهود لتحسين وتطوير المطار، ويعود ذلك لأسباب عدة أولها يسعى عدد من الفرقاء إلى ضرب أي شكل من أشكال تطوير الدولة اللبنانية من خلال عرقلة تطوير مؤسساتها، على حساب التطوير المناطقي والمحلي، وربما جاء تعزيز هذه النوع من العرقلة الوطنية والتنمية المناطقية كنوع من التوجه نحو ما هو أخطر من ذلك.
وما حصل مؤخراً هو خير دليل على ذلك وكأن هؤلاء لا يريدوا للدولة اللبنانية أن تتطور وتنهض، وهنا يطرح السؤال المُلحّ، ما هو هدف هؤلاء في عرقلة أي جهود وخطوات لتحسين وتطوير المؤسسات العامة في الدولة اللبنانية؟ إلى حين الحصول على الإجابة يبقى الأمر برسم الشعب اللبناني ككل.