كتب جورج شاهين في “الجمهورية”:
توقف المراقبون أمام جديد حراك “سفراء الخماسية” بمزيج من القلق على مستقبل مهمتهم خصوصاً عند استعراضهم للعوائق التي حالت دون التوصل الى حل رئاسي حتى الأمس، على رغم من مجموعة المبادرات التي تناوب عليها الموفدون القطريون بعد الفرنسيين من دون اغفال الاقتراحات الاميركية والسعودية. ولذلك بنيت الآمال على ما يُنبىء به التحرّك الديبلوماسي الجديد وخصوصاً الحديث عن “طحشة” سعودية محتملة للدخول على الخط في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية تزامناً مع وجود الموفد القطري في بيروت والإستعدادات التي بدأها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للعودة في جولته السادسة الى بيروت بعدما أمضى اياماً عدة في الدوحة والرياض قبل انطلاق الورشة السعودية الاخيرة في لبنان.
وفي غياب اي معطيات دقيقة عما أنتجته اللقاءات الاخيرة، فقد تجددت القراءات المتناقضة حول ما رافق بعض الاحداث الاخيرة، فتعطيل اللقاء الموسع للسفراء الخمسة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء الماضي، سواء تم تأجيله او صرف النظر عنه، حمل البعض الى ربط ما حصل ببعض التباينات التي توزعت بين قائل ان اللقاء الذي جمع السفير السعودي وليد البخاري بنظيره الايراني مجتبى اماني قبل 24 ساعة على موعد اللقاء لم يكن مشجعاً للاقدام على اي خطوة غير محمية الجانب، فيما رد آخرون مصير اللقاء الى موقف استباقي للسفيرة الاميركية الجديدة في بيروت ليزا جونسون التي دعت الى التريث في تحديد أي موعد على هذا المستوى لاستكمال جولتها التقليدية على القيادات اللبنانية بهدف التعارف قبل الغوص في برامج من هذا النوع.
ويقول مرجع سياسي عتيق إن ضبابية موقف الخماسية وتراجع بعض اعضائها عن الغوص في بعض الاسماء لتزكية اي من المرشحين على آخرين وسط إبداء مصلحة للتوافق اللبناني المفقود، قد يؤدي الى “لبننة الخماسية”.
ويعتقد المرجع أن “الخماسية” تعاني اليوم من “ثنائية” تواجه “ثنائية” أخرى بوجود “حيادي” واحد في مواقفها من الاستحقاق الرئاسي وقد تخرج المعادلة الى العلن ان تجاوزت هذه الخماسية البحث في “منطق المواصفات المعتمد الى مرحلة الاسماء وصولاً الى القول ان ضم ايران إليها يجعلها “سداسية” تعاني “المناصفة” بين “ثلاثيتين” إن عدل الحيادي عن موقفه.
عند هذه الملاحظات، يتوقف المراقبون في مقاربتهم الجديد الخماسية في خطوة تعبر عن فقدان الأمل في إمكان حصول اي متغيرات في الوقت الراهن.
وان انتصرت نظرية الربط بين الاستحقاق الرئاسي ومصير الحرب في غزة كما يقول قادة “جبهة المساندة”، فإن الحديث عن لبننة الخماسية قد يصبح متأخراً، ذلك أن هناك من يعتقد أنها قد اكتسبت صفتها وشهادتها من قبل وان لم يعلن ذلك بعد صراحة.