سكان الضاحية ينزحون خارج لبنان.. خطة تتحدّى القصف!

2 سبتمبر 2024
سكان الضاحية ينزحون خارج لبنان.. خطة تتحدّى القصف!

نشرت وكالة “أسوشتيد برس” تقريراً جديداً قالت فيه إنه “لدى بعض اللبنانيين الذين يخشون الحرب خطة احتياطية غير عادية، وتتمثل بالانتقال إلى سوريا”.

 

وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أن سكان الضاحية الجنوبية لبيروت بدأوا في إعداد خُطط طوارئ منذ أن نفذت إسرائيل غارة جوية استهدفت منطقتهم أواخر تموز الماضي، وأسفرت عن اغتيال القيادي الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر، وأضاف: “حينها، أثيرت مخاوف من اندلاع حربٍ شاملة، وقد لجأ كثيرون إلى مناطق أكثر أماناً إما للعيش مع الأقارب أو استئجار منازل. إلا أنه في الوقت نفسه، فإنهُ بالنسبة لعددٍ قليل من هؤلاء، فإنّ الخطة البديلة هي الانتقال إلى سوريا المجاورة”.

 

وتابع: “رغم أن سوريا تعيش عامها الرابع عشر من الحرب الأهلية، فإن القتال النشط ظل متجمداً منذ فترة طويلة في أغلب أنحاء البلاد. وعموماً، يزور المواطنون اللبنانيون، الذين يستطيعون عبور الحدود من دون تأشيرة، دمشق بانتظام. كذلك، فإنّ استئجار شقة في سوريا أرخص كثيراً من استئجارها في لبنان”.

 

وتقول زهرة غدار إنها وعائلتها أصيبوا بالصدمة عندما رأوا مبنى سكنياً يتحول إلى أنقاض بسبب غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية يوم 30 تموز الماضي”، فحينها، تمّ اغتيال شكر فيما استُشهد معه طفلان و 3 نساء بينما أصيب العشرات في الهجوم.

 

وأكمل: “في السابق، كانت العاصمة اللبنانية بمنأى إلى حد كبير عن الاشتباكات عبر الحدود شبه اليومية التي أدت إلى نزوح حوالى 100 ألف شخص من جنوب لبنان وعشرات الآلاف في إسرائيل منذ 8 تشرين الأول. في ذلك الوقت بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل دعماً لحليفته حماس، التي قادت في اليوم السابق هجوماً مميتاً ضدّ إسرائيل أسفر عن مقتل حوالى 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين كرهائن. وإثر ذلك، ردّت إسرائيل بقصف جوي وهجوم بري في غزة أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني”.

 

ووفقاً لـ”أسوشيتد برس”، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة، بدا الصراع في لبنان على وشك الخروج عن السيطرة. وفي السياق، قالت غدار إن عائلتها فكرت في البداية بالانتقال داخل لبنان، لكنها شعرت بالإحباط بسبب المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تلقي باللوم على المدنيين النازحين، إلى جانب حزب الله، في التهديد باندلاع حرب شاملة. كذلك، أدى الطلب المتزايد إلى ارتفاع حاد في الإيجارات.

 

وخلال حديثها، تقول غدار: “وجدنا أنّ الإيجارات تبدأ من 700 دولار، وهذا مقابل منزل لن نشعر فيه بالراحة. وفي الأصل، فإن هذا المبلغ أكبر من دخل العديد من اللبنانيين في الشهر”.

 

وعملياً، فقد نظرت عائلة غدار خارج الحدود أي أنها تطلعت للانتقال إلى سوريا، فوجدت شقة مكونة من 4 غرف نوم في حلب، وهي مدينة تقع في شمال غرب سوريا، مقابل 150 دولاراً شهرياً. وعلى الأثر، جرى دفع إيجار لمدة 6 أشهر مقدماً وعادت العائلة بعد ذلك إلى لبنان.

 

وتشن إسرائيل بشكل دوري غارات جوية على سوريا، تستهدف عادة مواقع عسكرية أو مسلحين مرتبطين بإيران، لكن حكومة الرئيس السوري بشارد الأسد وقفت إلى حد كبير على الهامش في الصراع الإقليمي الحالي.

وفي عام 2006، خاضت إسرائيل و”حزب الله” حرباً دامت شهراً كاملاً دمرت أجزاء كبيرة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت. وفي ذلك الوقت، لجأ نحو 180 ألف لبناني إلى سوريا، فيما احتمى كثيرون منهم في المدارس والمساجد والمصانع الفارغة. أما أولئك الذين استطاعوا تحمل تكاليف السكن فقد استأجروا منازل.

 

رواد عيسى، الذي كان خلال حرب تموز 2006 في مرحلة المراهقة، فرّ إلى سوريا مع والديه وعادوا إلى لبنان عندما انتهت الحرب. إلا أنه في المقابل، فإنّ والد عيسى استخدم بعض مدخراته لشراء منزل في محافظة حماة السورية، تحسباً لأي طارئ.

 

وفق تصريحه، يقول عيسى إنه “بهذه الطريقة، في حال حدثت حرب أخرى، سيكون هناك منزلٌ جاهزٌ بالفعل”، مشيراً إلى أن المكان الذي يقع فيه المسكن والمنطقة المحيطة به لم تتأثر بالحرب الأهلية في سوريا، مشيراً إلى أنه “قبل بضعة أسابيع، ذهبت شقيقته وزوجها لتجهيز المنزل في حال تدهور الوضع في لبنان”.

 

وقال عيسى الذي يعمل في مجال إنتاج الفيديو إنه كان يخطط في البداية لاستئجار شقة في لبنان إذا اتسع نطاق الصراع، بدلاً من الانضمام إلى عائلته في سوريا. لكن في المقابل، يقول عيسى إنه في المناطق الآمنة في بيروت، فإنه يجري وضع أسعار خيالية مقابل استئجار الشقق والغرف، ويلفت إلى أن أحد مالكي العقارات يتقاضى 900 دولار مقابل غرفة في شقة مشتركة، فيما الوضع خارج بيروت ليس أفضل كثيراً.

 

بدوره، يقولُ عزام علي، وهو صحفي سوري يقيم في دمشق، إنه في الأيام القليلة الأولى بعد الضربة في الضاحية، شهد تدفق اللبنانيين لاستئجار غرف الفنادق والمنازل في المدينة، مشيراً إلى أن “عائلة لبنانية مقربة من أحد أصدقائه، بقيت في منزله لبضعة أيام”.

 

وفي منشور على “فيسبوك”، رحب علي باللبنانيين قائلاً إنهم “جعلوا مدينة دمشق القديمة أكثر جمالاً”.

المصدر:
ترجمة “لبنان 24”