بينما يختار الناخبون الأميركيون الثلاثاء، رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، أصدرت وكالة AccuWeather (إحدى أبرز شركات الأرصاد الجوية العالمية، المتخصصة في تقديم التنبؤات الجوية والخدمات المتعلقة بالطقس) تحذيرات من عواصف رعدية شديدة وهطول أمطار غزيرة، قد تؤدي إلى فيضانات في معظم أنحاء وسط الولايات المتحدة يوم الانتخابات، بما في ذلك ولاية ميشيغان المحورية.
ويتوقع أن تؤثر الأمطار الغزيرة والصواعق على الناخبين الذين يقفون في طوابير طويلة بمراكز الاقتراع، ما قد يسبب تأخيرات في التصويت والسفر.
وفي ولاية أوكلاهوما، حيث تشهد العواصف الشديدة منذ ليلة السبت الفائت، قد يمتد تأثير الطقس العاصف إلى يوم الثلاثاء، ما قد يعقّد عملية التصويت في هذه الولاية. لكن تأثير الطقس لا يقتصر على تعطيل العمليات اللوجستية فحسب، بل قد يتعداه إلى التأثير على مزاج الناخبين المترددين.
وفي هذا الشأن، أوضح برادلي توسك الاستراتيجي السياسي، أن الطقس السيئ قد يساهم في التأثير على مزاج الناخبين المترددين، فيجعلهم أكثر ميلا للتصويت لصالح مرشح يتبنى حملة قائمة على التشاؤم.
وأضاف أن حملة ترامب تتسم برسائل متشائمة حول الحالة الراهنة للبلاد، في حين أن هاريس تروج للأمل والتفاؤل بالمستقبل. وبالتالي، إذا كانت الظروف الجوية في يوم الانتخابات بائسة، فقد يدفع ذلك الناخبين المترددين إلى التصويت لصالح ترامب بشكل غير واع.
ماذا عن الدراسات؟
تشير الدراسات في هذا الشأن إلى أن هطول الأمطار يؤثر سلبا على نسبة الإقبال على التصويت، حيث يلاحظ انخفاضا بنسبة 0.95 نقطة مئوية في الإقبال مع كل سم من الأمطار يوم الاقتراع. وإذا كان الطقس السيئ سيقلل من نسبة إقبال الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، فإن هذا قد يساهم في دعم ترامب، الذي يعتمد في حملته على دعم جمهور ناخب أقل عددا، وفقا للخبراء.
وفي المقابل، يتوقع أن يسود الطقس الدافئ والجاف في معظم مناطق الساحل الشرقي وجنوب شرق الولايات المتحدة، ما قد يعزز من إقبال الناخبين في تلك المناطق ويدعم حملة كامالا هاريس. أما في غرب الولايات المتحدة وجنوبها الغربي، فإن الطقس البارد قد يمنح ترامب ميزة طفيفية في بعض المناطق.
وفي الولايات السبع المتأرجحة – بنسلفانيا وجورجيا وكارولينا الشمالية وميشيغان وأريزونا ويسكونسن ونيفادا، التي ستكون حاسمة في تحديد الفائز، فإن الطقس فيها قد يكون له تأثير مباشر على نتائج الانتخابات.
ويكمن السبب في أن الرئيس الأميركي ينتخب بناء على الهيئة الانتخابية، التي تعتمد على نتائج التصويت في الولايات الفردية، وليس بناء على التصويت الشعبي.
أما البيانات التاريخية، فتشير إلى أن الطقس في يوم الانتخابات قد أثّر في نتائج الانتخابات في الماضي، على الرغم من أن هذا ليس حقيقة بل تاريخ سياسي، كما حذر توسك. ففي انتخابات 1960، كانت الأجواء مشمسة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، ما قد منح جون ف. كينيدي ميزة، بينما في انتخابات 2000، كان الطقس ممطرا في فلوريدا، ما أثر على إقبال الناخبين في بعض المناطق، وساهم في فوز جورج بوش.
ومع تقدم الوقت، يبدو أن الظروف الجوية في يوم الانتخابات قد تصبح عاملا حاسما في تحديد الفائز في السباق الرئاسي، خاصة في الولايات المتأرجحة حيث يحتمل أن يتغير مسار الانتخابات بناء على نسبة الإقبال على التصويت. (روسيا اليوم)