“إدعاءات” و”إعتداءات” و”ضغوط” لجر لبنان الى التفاوض

19 مارس 2025
صورة من بلدة العديسة جنوب لبنان في 19 فبراير 2025 في أعقاب انسحاب الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
صورة من بلدة العديسة جنوب لبنان في 19 فبراير 2025 في أعقاب انسحاب الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
رواند بو ضرغم
رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في موقع “لبنان الكبير”.. “لبنان ليس تحت وصاية أميركية وحسب، بل نحن أمام واقع تضعنا فيه الادارة الأميركية بين خيارات أحلاها مرّ العلقم”… هكذا يصف مصدر سياسي بارز لموقع “لبنان الكبير” الضغط الأميركي على لبنان بهدف حماية اسرائيل وتأمين مصالحها على حساب المنطقة ككل.

وتقول معلومات موقع “لبنان الكبير” إن الرئاستين الأولى والثالثة تلقتا اتصالاً من المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، طالبة من الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام الموافقة على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من خلال تشكيل ثلاث لجان ديبلوماسية ذات طابع سياسي، وذلك تحت طائلة سحب اليد الأميركية من لجنة مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار وإطلاق يد إسرائيل في عدوانها المتجدد على لبنان، في حالة عدم موافقة الدولة اللبنانية على هذه الآلية التفاوضية، تماماً كما حصل في غزة ليل الاثنين ما يؤكد النوايا الأميركية الاسرائيلية وجدية تهديداتهم.

وُضع لبنان إذاً في موقف محرج وخطر، وتكمن الخطورة في حال الموافقة على التفاوض، إذ تكون الدولة اللبنانية قد وافقت على تطيير اتفاق وقف اطلاق النار وتطيير القرار الأممي ١٧٠١، ولم تعد هناك أي مرجعية أمامها سوى المفاوضات مع اسرائيل، التي تريد من خلالها متابعة ابتزاز لبنان وجرّه باتجاه اتفاق ثنائي، مرفوض من كل الأطراف اللبنانية الداخلية.

لم تنفِ مصادر رسمية حجم “الورطة” التي يواجهها لبنان الرسمي، وإذ تؤكد أن الرئاستين الاولى والثالثة لم تقدما بعد أي جواب للإدارة الأميركية، تضيف أن المفاوضات السابقة حصلت في الناقورة وبشكل غير مباشر عبر إشراف الأمم المتحدة وحضورها، وبالتالي لا مانع من أن تتكرر ضمن الاطار ذاته. أما عن تشكيل ثلاث لجان من المدنيين فتسأل عن جدواها، إذ إن موضوع الأسرى يستطيع أن يفاوض عليه الجيش، في حين أن موضوع تثبيت الحدود لا ينفصل عن موضوع النقاط الخمس التي احتلتها اسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان. وتشير مصادر رئاسية لموقع “لبنان الكبير” الى أن اسرائيل خرقت اتفاق وقف اطلاق النار عبر عدم انسحابها من المواقع الخمسة المحتلة، وهي ليست بحاجة الى أي لجنة أو تفاوض لكي تنسحب، فقط عليها التزام الاتفاق والخروج من هذه الأراضي تماماً كما ينص الاتفاق، وبعد ذلك نبحث في النقاط الثلاث عشرة العالقة عبر اعتماد الآلية نفسها التي اعتُمدت في مفاوضات الحدود البحرية.

سأل موقع “لبنان الكبير” ما إذا كان الأميركيون قد أعطوا لبنان هامشاً زمنياً محدداً للتنفيذ، فأكد المصدر الرسمي أنه ليس من وقت زمني محدد نقله الأميركي، ولكن من الواضح أن ما يحصل في غزة سيجعل الأمور تتدحرج، وما يحصل من ضغوط سياسية لا يمكن فصله عما يحصل على الحدود مع سوريا، إذ يراد منه زيادة الضغط لتحميل “حزب الله” مسؤولية السلاح، وهذا ما ظهر في البيانات السورية التي أشارت الى مسؤولية “حزب الله” على الرغم من تأكيد نفي الحزب أي تدخل له وتسليم الجيش اللبناني مسؤولية الدفاع عن المناطق الحدودية. الادعاءات السورية مضافة الى الاعتداءات الاسرائيلية والضغوط السياسية الأميركية، كلها عناصر تتكامل للتضييق على “حزب الله” في محاولة لإنهاء المقاومة.

وفي ضوء كل ما تقدم نسأل: هل لا خيار أمام لبنان سوى الذهاب الى التطبيع مرغماً؟ يسارع المصدر الرسمي الى القول: ليس بالضرورة والأمر مرفوض، ولكننا حتماً ذاهبون نحو مشكل كبير وتأزم خطير.

المصدر لبنان الكبير