عن ترامب والخطر الإيراني.. هذا ما كشفه تقرير لـThe Telegraph

12 مايو 2025
عن ترامب والخطر الإيراني.. هذا ما كشفه تقرير لـThe Telegraph


ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “الشرطة المسلحة البريطانية دهمت يوم السبت الماضي عناوين في أحياء سويندون وستوكبورت وروكديل.، بالإضافة إلى أخرى في غرب لندن ومانشستر، واعتقلت خمسة رجال، أربعة منهم إيرانيون، للاشتباه في تخطيطهم لجريمة فظيعة كانت على وشك أن تُنفذ بعد ساعات. قد يكون رأس الأخطبوط في طهران، لكن أذرعه تمتد عبر العالم، بما في ذلك قلب بريطانيا. وكشف وزير الأمن البريطاني دان جارفيس يوم الثلاثاء أن القصة المتكشفة للهجمات الفاشلة على السفارة الإسرائيلية في لندن هي واحدة من أكثر من 20 مؤامرة إرهابية إيرانية كشفها جهاز المخابرات البريطاني MI5 في السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك عمليات الاختطاف والاغتيالات. وهذا الأسبوع، سيزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية، العدوّ اللدود لطهران، في مهمة لتأمين صفقات أسلحة وشراكات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعهدات استثمارية تتراوح بين 600 مليار دولار وتريليون دولار. وفي ظل تصاعد عدم الاستقرار الجيوسياسي والمحادثات حول الحرب النووية، يبدو شبح النفوذ الإيراني جليًا”. 

وبحسب الصحيفة، “هذا الشهر، أشارت مصادر النظام إلى أن مؤامرة السفارة نفذها فصيل متمرد من داخل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني لعرقلة المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. ونظرًا لشدة سيطرة النظام الشمولي على العمليات الخارجية، فضلًا عن نفيه المتكرر لها، يبدو هذا الاحتمال مستبعدًا. ووصف كسرى عرابي، وهو محلل بارز للشؤون الإيرانية ومدير منظمة “متحدون ضد إيران النووية” (UANI)، هذه الادعاءات بأنها “كاذبة بشكل قاطع”، حيث أن “كل عملية يتم توقيعها شخصيًا من قبل آية الله، الذي يتمتع بالسلطة المطلقة في النظام”. ربما يكون التضليل محاولةً لكبح أي رد فعل بريطاني، ومع ذلك، فإن نفي إيران يعكس الوضع الهش للمرشد الأعلى، والذي أثار استعداده للدخول في محادثات مع الولايات المتحدة غضب المتشددين المتعصبين الذين يديرون جهازه القمعي”. 

وتابعت الصحيفة، “كما سيكتشف ترامب في قمة مجلس التعاون الخليجي التي من المقرر أن يعقدها في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء، ورحلاته المكوكية اللاحقة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة، فإن الهوس بالقتل الذي يمارسه ملالي طهران بحماس يحمل القدرة على إطلاق العنان للفوضى في كل أنحاء الشرق الأوسط والعالم. ولكن ترامب لا يخطط لزيارة إسرائيل، الهدف الرئيسي لرغبة آية الله في سفك الدماء، إنما سوف تقع هذه المهمة على عاتق بيت هيغسيث، وزير دفاعه، الذي سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تل أبيب قبل الانضمام إلى ترامب في الخليج”. 

وأضافت الصحيفة، “بالنسبة لترامب، لا تتعلق رحلته بالحرب في غزة. بل، في ظل حاجة بلاده الماسة إلى دعم اقتصادي بعد الاضطرابات التي نجمت عن الرسوم الجمركية، ستتمحور رحلته حول التجارة والاستثمار، وستكون الشراكات في مختلف المجالات هي جوهر اللعبة. ومع ذلك، قد يجد ترامب صعوبة في إبعاد إيران عن أذهان الناس. فالقمة ستنعقد في خضم جولة أخرى من المحادثات مع النظام، والتي يأمل أن تنتهي بـ”تفكيك كامل” لبرنامجه النووي. ومع أن الرئيس قد يفخر ببراعته في عقد الصفقات، إلا أن هذه المفاوضات الثنائية قد سببت ليالٍ من الأرق في كل من تل أبيب والرياض. من المثير للدهشة أن ترامب صرّح بانفتاحه على احتفاظ آية الله بقدرات نووية مدنية. هذا أمرٌ جيد، لكن السؤال الحقيقي هو: هل يُستورد اليورانيوم المخصب أم يُصنّع محليًا؟”

وبحسب الصحيفة، “في نيسان، كاد آية الله أن يُقرّ بأن أي اتفاق نووي سيكون مجرد تكتيك “مؤقت” لكسب الوقت في مواجهة خصم أقوى. فهل سيجد الإيرانيون الماكرون طريقةً للتلاعب بالمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لحمله على دعم هذه الصفقة؟ وهل سيجدون طريقةً لإقناع الرئيس بتأييدها؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد تبقى إيران على حافة التحوّل النووي، بينما تجني مليارات الدولارات من تخفيف العقوبات، وسيكون هذا السيناريو بمثابة كابوس بالنسبة لدول الخليج العربية والإسرائيليين على حد سواء. لكن السيناريو المعاكس لا يقل إثارة للقلق بالنسبة لدول الخليج، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة حشدًا هائلًا للقوة النارية الأميركية في قاعدة دييغو غارسيا في جزر تشاغوس في المحيط الهندي، بما في ذلك ما لا يقل عن سبع قاذفات شبح من طراز بي-2إيه سبيريت”. 

وتابعت الصحيفة، “إذا قرر ترامب الرد “بوحشية”، فمن شبه المؤكد أن السعوديين والإماراتيين سيتحملون أشدّ العواقب. ففي الأسابيع الأخيرة، كان الحرس الثوري الإيراني يناقش علنًا ردًا انتقاميًا باستخدام طائرات مُسيّرة رخيصة الثمن تستهدف أهدافًا اقتصادية سعودية وإماراتية. لذا، فإن المنشآت النفطية والمشاريع المرموقة، مثل مدينة نيوم السعودية الجديدة، معرضة للخطر. ومن شأن التدخل الإيراني أن يؤدي إلى هجرة جماعية للاستثمار الأجنبي، وأن يُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد العالمي، مما يُفسد خطة رؤية 2030 التي يعتز بها السعوديون، ويدفعهم إلى التوسل إلى البيت الأبيض لوقف إطلاق النار. ونظرًا لهذه المخاطر، فمن غير المرجح أن يجد ترامب مُضيفيه السعوديين صامتين بشأن مسألة إيران. في المقابل، فإن الخيار الإسرائيلي واضح: تدمير الأسلحة النووية الآن وتدميرها بشكل تام، ثم عرض تخفيف العقوبات مقابل وقف المزيد من الأعمال العدائية. ورغم مخاطر العواقب العسكرية، فإن هذه الحجج تلقى استحسانًا لدى بعض السعوديين والإماراتيين”. 

الخيار العسكري

بحسب الصحيفة، “إيران شبه مؤكدة أن ترامب لا يملك الجرأة لخوض الحرب. فصحيح أنه هو الذي أذن بقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني عام 2020، لكنه أيضًا الرجل الذي فشل في الدفاع عن السعوديين بعد هجوم أرامكو في العام السابق. علاوة على ذلك، قد تُمثل عقوباته العدوانية، التي تُمارس “أقصى ضغط”، تفضيلًا للضغط الاقتصادي على العسكري. وقال عرابي: “قبل انتخاب ترامب، كان الإيرانيون يخشون جديته في العمل العسكري. لكن الوضع تغير الآن. أصبح الإيرانيون مقتنعين بأن ترامب لم يعد مهتمًا بالخيار العسكري. قد يكون هذا خطأً فادحًا في التقدير”. قد يُساعد إطلاق المزيد من الخطاب المناهض لأميركا أية الله على استعادة ولاء المتشددين، إلا أن الإفراط في ذلك قد يُثير غضب ترامب ويُضرّ باستراتيجية طهران الدقيقة”.