حادث الإصطدام المروع بالفاصل الإسمنتي وسط الطريق الدولية الحدودية الذي أدى الى وفاة الفنان جورج الراسي في سيارته، أفجع العائلة وعائلة منسقة أعماله زينة المرعبي التي قضت معه، وهزّ الرأي العام، محدثا حزنا ولوعة على فقدان شاب وصبية في حادث تافه ونتيجة إهمال قبل طلوع الفجر في ارض عتمة بلا إنارة او إشارة تنبيه تقيان الوقوع في التجربة المُرة التي صدمت عائلة كل من الفقيدين. وحمل شدة اللوعة والأسى وحرقة الغياب تصريح لشقيقة الراحل الممثلة نادين الراسي وهي تبكي فراق شقيقها ألما وتحسرا عن نية لمقاضاة الدولة عن عمل وزير الأشغال العامة لعدم توافر شروط السلامة المرورية على طريق عام في أرض الحادث.
حتى الساعة ليس ثمة أي تحرك للعائلة في هذا الإتجاه، وخصوصا أنها لم تستفق بعد من هول الصدمة والمصيبة. ولا يبدو ان مؤشر الإتجاه الى هذه المداعاة قائم حتى الآن لسبب أول هو ان هذا النوع من المداعاة يتطلب تحضيره وقتا، كما انه لا يوجد توجه لدى والد الفقيد ﻹقامة هذه المراجعة، وفق ما ذكرته قريبة الراحل المحامية كارول الراسي لـ”النهار” بصفتها الوكيلة القانونية للعائلة. وتعتبر ان تقديمها كمن يطلق النار على جثة في ظل الوضع الراهن للدولة. والوالد ليس متحمسا لمداعاة الدولة لأنه بدوره يعتبر ان أي دعوى لا يمكن ان تعوض الخسارة الكبيرة التي خسرها.
في المطلق تقول المحامية الراسي إن من المؤكد ان موضوع الحادث قابل لتقديم مراجعة لدى مجلس شورى الدولة تكون موجهة ضد الدولة ممثلة بوزير الأشغال العامة، فضلا عن ان الأمر يتطلب دراسة المسألة من كل جوانبها بما في ذلك دور المتعهد لجهة مدى تسليم الفاصل وفقا للأصول، مثلما يستدعي الأمر قانونا لتقديمها إجراء حصر إرث ليكتسب مقدم المراجعة وهو الوالد الصفة القانونية التي تخوّله ذلك كونه ووالدته الوريثين. وفي ذاكرتها أنه سبق أن شهد القضاء الإداري مثل هذا النوع من المراجعات. وحصل ان تضرر أحد كبار المحامين نتيجة سقوط سيارته في حفرة على طريق عام، وتقدم بمراجعة أمام مجلس الشورى الذي قرر تعويضه عن الضرر الذي أصابه وأدى الى تعطيله مدة شهرين. وتستطرد: “نحن نتكلم في المطلق هنا لأؤكد بصفتي الوكيلة القانونية الوحيدة عن العائلة أن والد جورج لا يريد الإدعاء، وكذلك أي من أفراد العائلة لن يتقدم بدعوى في الحادث”، لتفصح عن أن “وفاة جورج ورفع الصوت من جراء الحادث المفجع وتعاطف الرأي العام لوفاة شابين بطريقة شنعاء، ولّد صرخة ورسالة لدى الأهل وكل المقربين لإنقاذ حياة آخرين افتداهم جورج من أجل حماية شباب لبنان وأولادنا والجميع من ويلات الطرق. فعسانا نتمكن من المساعدة في إيصال هذه الرسالة وإصلاح الخلل على الطرق لأننا جميعا عرضة لحوادث مثل هذه الفاجعة”.