وسيوقّع ميتسوتاكيس مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في أثينا والجانب الاسرائيلي في 2 كانون الثاني اتفاقاً بشأن خط الأنابيب الذي سيسمّى إيست/ميد، على أن يبرم الاتفاق عندما توقع عليه إيطاليا أيضاً. فهل يشكل هذا الخط، اذا ما تمّ السير به، منافسة حقيقية لغاز لبنان الذي لم يتّضح حتى الآن رسمياً الطريق الذي سيسلكه للدخول الى أوروبا؟
قلّل الخبير النفطي عبود زهر من أهمية هذا الاتفاق وقال لـ”الجمهورية”: انّ هذه الاتفاقية ولدت ميتة، مشيراً الى أنه يجري الحديث عن هذا الخط منذ نحو 4 سنوات، ويعود الحديث عنه بجدية كلما اقتربت الانتخابات الاسرائيلية بهدف تعويم نتنياهو، وهذا ما حصل في الانتخابات الماضية.
واعتبر انّ السير بهذا المشروع دونه الكثير من المخاطر، أولها مشاكل تقنية تتمثّل خصوصاً في ارتفاع أعماق البحار ما بين قبرص واليونان لتفوق 3500 متر في بعض الاماكن بما يصعّب مرور هذا الخط في اليونان، عدا عن أن لا جدوى اقتصادية من هذا الخط، لأنه وفق المعطيات فخط الغاز المزمع إنشاؤه لا يمكنه أن ينافس اسعار الغاز الروسي الذي يباع لأوروبا، عدا عن انّ كلفة إنشائه تصل الى نحو 8 مليارات دولار، وحتى اليوم لم تعلن الجهات التقنية، أي الشركات، علناً موافقتها على إنشاء هذا الخط، بما يؤكد انّ الاعلان عن إنشائه هو لأسباب سياسية لا اكثر.
اضاف: بما انّ الغاز الذي سيصل عبر هذا الخط ستكون كلفته أعلى بكثير من الغاز المورّد من روسيا، فإنّ السؤال الآتي سيكون مطروحاً: هل الاوروبيون مستعدون ان يدفعوا ثمناً أغلى لشراء الغاز عبر هذا الخط؟ هذا السؤال محط جدل وانقسام في اوروبا، فبعض الدول تريد شراء الغاز عبر هذا الخط ولو كان ثمنه أغلى بحجّة انه يجب تنويع إمدادات الطاقة الواردة الى اوروبا، في حين ترفض بعض الدول الاخرى ذلك مثل المانيا وهولندا لأنّ الكلفة أعلى ولا جدوى اقتصادية منها.
ومعلوم انّ روسيا تورّد 60 في المئة من غازها الى اوروبا بسعر زهيد يصعب منافسته.
يؤكد زهر انّ لبنان خارج هذا الخط حكماً لأنه يستحيل ان يدخل كشريك بأيّ مشروع تكون لإسرائيل يَد فيه، واتّكالنا ان نصدّر الغاز إمّا بحراً الى تركيا ومنها الى اوروبا، او من لبنان الى سوريا بَرّاً فتركيا ومنها الى اوروبا، الّا انه اكد انّ هناك نحو 10 سنوات تفصلنا عن التصدير.
وأكد انه حتى لو تمّ السير بخط إسرائيل – قبرص – اليونان فأوروبا، فإنّ السوق الاوروبية تحتاج الى استيراد المزيد من الغاز اذا ما أنتجناه بعد 10 سنوات. وبالتالي، لا خوف على مصير الغاز اللبناني. وَعزا ذلك لأنّ كل الدول اليوم تخفّف من إنتاج النفط الخام وتتجه نحو استخراج الغاز، خصوصاً انّ هناك توجّهاً في اوروبا نحو الطاقة المتجددة.