كتب شارل جبور في “الجمهورية”: دخل لبنان منذ أشهر في انهيار مالي كبير، ولا بوادر حتى الساعة تفيد بأنّ طريق الخروج من هذا الانهيار سالكة، بل على العكس كل المؤشرات تدلّ الى انّ الوضع يخطو خطواته الثابتة باتجاه الانهيار الشامل.
يرتِّب الانهيار الحاصل مسؤولية سياسية، وربما قضائية، على القوى التي أوصَلت لبنان إلى هذا الانهيار، وفرّطت بالمسؤولية الملقاة عليها. ومحاولات تضييع “الشِنكاش” وتمييع الحقائق وتحريف الوقائع للتهرّب من الحالة الكارثية التي حلّت بلبنان لا يجوز ان تمرّ مرور الكرام، وإذا كانت الإرادة الشعبية هي المخوّلة محاسبة مَن أخطأ بحقها وحقّ البلد في صناديق الاقتراع، إلا انه يجب ان تكون الأمور واضحة وجليّة بأنّ هذا الانهيار لم يحصل عن طريق الصدفة، إنما ثمة مسؤولية واضحة ومباشرة على هذا الفريق أو ذاك الذي لم يكن أهلاً للمسؤولية.
وقد اعتاد أكثر من فريق في لبنان بحجج مختلفة؛ سياسية وطائفية غالباً، التهرُّب من تحمُّل المسؤولية، وإذا كان هذا الأمر مبرراً بشكل أو بآخر في مراحل مختلفة بسبب الصراع السياسي والانقسام العمودي وطبيعة المجتمع اللبناني التعددي الذي يستدعي التعامل على قاعدة 6 و 6 مكرر ولا غالب ولا مغلوب، إلّا انّ السبب المباشر للانهيار هذه المرة هو مالي بامتياز بفِعل الفشل في إدارة الدولة، وهذا لا يعني أن لا أسباب سياسية للانهيار وتتعلّق بتَموضع لبنان الاستراتيجي والسياسة الخارجية المتّبعة ومعاداة الدول الخليجية والتدخّل في صراعات المنطقة وإبعاد الاستثمارات عن لبنان بفِعل تَحوّله إلى ساحة مضطربة وغير مستقرة.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا