ماكرون يلقن السياسيين دروساً.. ديبلوماسي يروي ما حصل!

3 سبتمبر 2020
ماكرون يلقن السياسيين دروساً.. ديبلوماسي يروي ما حصل!

كتب جورج شاهين في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان ” «دروس» ماكرون في مــدرسة «الانكار والفشل»!”: “عليك أن تكون من خارج السلطة والموالاة والمعارضة لتقييم الدروس والمهل لسلوك أولى أمتار خريطة الطريق الى الحل التي قدّمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنانيين». بهذه العبارات اختصر مرجع ديبلوماسي نتائج مهمة ماكرون، فقد كان في الامكان تجنّب «إهاناته» لو التزم المسؤولون الرسائل التي وجّهها موفده بيار دوكان ومن بعده وزير خارجيته جان ايف لودريان ونصائح دولية أسديَت في مناسبات مختلفة. فما الذي يدفع الى هذا الإعتقاد؟

 
يجزم المرجع الديبلوماسي الغربي انّ ماكرون لم يكن ينتظر ان يلتقي في الزيارتين اللتين قام بهما المسؤولين اللبنانيين من اهل السلطة والموالين والمعارضين ليفهم جوانب عدة من الأسباب التي أوصلت لبنان الى المأزق الكبير الذي بلغه، وما يمكن ان يفعله من اجل استيعاب خفايا ما يجري على الساحة اللبنانية وحجم التعقيدات التي أغرقت لبنان في بحور مختلفة من الازمات التي تناسلت وتجاوزت كل الخطوط الحمر.
 
ولم يكن منطقياً أن يفاجأ المراقبون باللهجة التي استخدمها ماكرون مع القيادات اللبنانية، ففي زيارتيه الأولى الى بيروت في 6 آب الماضي بعد يومين على انفجار المرفأ مُعايناً بالعين المجردة النكبة التي حلت باللبنانيين، وزيارته الثانية قبل يومين والتي استهلّها بـ»قمة ثقافية وعاطفية» مع السيدة فيروز قبل ان يلتقي أياً من المسؤولين، ما يكفي من رسائل. لقد اختار طريقة غير مألوفة في التعاطي مع القادة اللبنانيين بمعزل عن مواقعهم وولاءاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم العلنية والمستترة، وهو ما أضاف الكثير المكمل لِما قصد أن يوجّهه من رسائل لا تتّسِع لها قاعات قصرَي بعبدا او الصنوبر والرابية كما في تلال أرز جاج.
 
ولذلك – يقول الديبلوماسيون – قصدَ ماكرون استخدام مختلف الوسائل المشروعة من مواقع إعلامية وسياسية وديبلوماسية فرنسية مختلفة لتوجيه الرسائل والتحذيرات السريعة والقاسية من اجل ان يسرع في إيصالها. وما على من يريد البحث عنها سوى العودة الى ما صدر عن مراجع معنية في قصري «الإليزيه» و»الكي دورسيه» من تسريبات خرقت المعهود في العلاقات بين الدول الى حدود ممارسة نوع من الوصاية التي استدرجها القادة اللبنانيون على سلطاتهم الدستورية، فوضعوا أنفسهم عن قصد او غير قصد في عمق دائرة الشبهة. وما نقلته صفحات من التحقيقات في الصحف الفرنسية وشاشات التلفزة الفرنسية العريقة التي يتابعها اللبنانيون كان كافياً للإضاءة على كثير ممّا لا يعرفه كثر من أبناء البلاد ولا يمكن التشكيك بصدقيتها. وهو ما ثَبت بالفعل عندما لم يكلّف أيّ مسؤول لبناني، كان مُستهدفاً بالمباشر او بالتورية في ما تعرّض له من اتهامات وملاحظات تجاوزت التهديدات، نفسه عَناء الرَدّ، كما لم يمتلك الجرأة الكافية لمثل هذه الخطوة. فكتمَ كثيراً مِمّن عَناهم رَدّة فِعله في قلوبهم وعقولهم محتفظين بصمت عميق قبل ان يضطروا الى الالتزام بها في اللقاءات التي عقدت في بعبدا كما في قصر الصنوبر جهاراً، والتسليم طوعاً بما قال، والإقرار ضمناً بصوابية توصيفه للوضع ولأداء المسؤولين من اعلى الهرم الى أدناه”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.