لا يمر يوم تقريبا من دون ان يوجه عملاء ايران في العراق صواريخ نحو السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء وقواعد عسكرية عراقية ومطار بغداد، الامر الذي دفع بوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى التهديد بإغلاق السفارة في حال لم يتجاوب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع مطالب الولايات المتحدة الاميركية.
الامور تزداد صعوبة من خلال الكباش الاميركي الايراني على الساحة العراقية، وتؤكد مصادر عربية مطلعة ان ايران مأزومة، وتلعب آخر اوراقها في العراق، فبعد ان شعرت ان الساحتين العراقية واللبنانية تفلتان منها، عادت الى مسلسل التفجيرات من خلال أذرعها أي الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.
وتلفت المصادر الى “ان ايران كانت في بداية الامر تطلب رضى الكاظمي، اما راهناً فقد بدأ التصعيد الايراني بشكل مطرد ضد النظام القائم والامر يبدو جلياً من خلال القصف اليومي من قبل الميليشيات الموالية لايران سواء على السفارة الاميركية او القواعد العسكرية المنتشرة خاصة قرب مطار بغداد الدولي مستخدمة منظومة صواريخ متطورة ايرانية الصنع”.
من ناحيتها، طلبت واشنطن من الكاظمي التحرك لأن الوضع لم يعد يحتمل المماطلة، واعدة إياه بدعمه لوجستياً ومخابراتياً وعسكرياً مهما كانت الاثمان، وطلب ترامب من الكاظمي حرفياً “ان يفتح ابواب جهنم امام الايرانيين”.
وتعزو المصادر سبب تهديد الاميركيين بإغلاق سفارتهم نهائياً، الى ان هذا الامر يسمح لها بالرد بطريقة افضل، فالاميركيون يخشون من حصول قصف مباشر من ميليشيات ايران في العراق وخاصة الحشد الشعبي وحزب الله العراقي الموالي لايران”.
وفي هذا الاطار، أوضحت المصادر ان الكاظمي شدد امام الايرانيين على أمرين: الاول أنه لا يريد ان يكون العراق في عزلة عربية ودولية لأن انسحاب السفارة الاميركية من بغداد يعني انسحاب سفارات عربية ودولية كثيرة، والثاني انه لا يمكن القبول بسلاح الا سلاح الجيش العراقي وحده، تماما كما في لبنان، ولذلك وضع خطة طويلة الامد لانتزاع السلاح من الميليشيات”.
وتؤكد المصادر ان المرجعية الشيعية في النجف علي السيستاني موافق على هذا الامر”.
في المقابل، تحاول ايران، بحسب المصادر، “ان ترد وتنهي البند العسكري، وتطالب العراق بردّ ديونها، خاصة في موضوع الكهرباء والتي تراكمت منذ عامين وتبلغ 400 مليون دولار مع العلم ان الايرانيين ينهبون كل نفط العراق”، لافتة الى “ان الحد الاقصى لمساعي الكاظمي بعد احتدام الخلاف مع ايران، اضعاف الاحزاب الموالية لايران في العراق قبل الانتخابات النيابية في ايار المقبل وهذا يزيد الوضع توترا في المنطقة عموما”.
وتؤكد المصادر “ان اميركا كشفت للكاظمي انها تملك لائحة باسماء الاموال المسروقة والمهربة الى الخارج منذ عام 2003 وقت سقوط صدام حسين، تماما كما في لبنان، تبلغ قيمتها مئات المليارات وبالدولار الاميركي، تخص نوري المالكي وهادي العامري وفالح الفياض والاخيران هما من قادة الحشد الشعبي، بالاضافة الى اياد علاوي وهو رئيس حكومة سابق وقريب من السعودية والولايات المتحدة ويحاول فتح خطوط مع ايران، وأيضاً قيس الخزعلي ومقتدى الصدر ومعاونه. وهددت الولايات المتحدة بفتح هذه الملفات”.
وتختم المصادر: “ايران تلعب ليس فقط آخر اوراقها انما اوراقا قوية وخاصة في لبنان لأن اذا ما تم التجديد للرئيس دونالد ترامب فإن الاخير لن يسكت على الوضع القائم خاصة في العراق. ويجوز انها تلعب آخر اوراقها لأنها تعلم ان في العام المقبل بعد انتخاب ترامب او حتى بعد مجيء منافسه جو بايدن، فلن تسامحه الولايات المتحدة ولن تسمح بإطلاق يده في المنطقة. هناك ضربة قوية قد توجه الى ايران”.