ماكرون لم يعيّن غريو ‘صدفة’.. وتفاصيل كثيرة عن الحكومة والورقة الفرنسية

26 أكتوبر 2020
ماكرون لم يعيّن غريو ‘صدفة’.. وتفاصيل كثيرة عن الحكومة والورقة الفرنسية

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: “حان الوقت لتكوني في لبنان” هكذا أعلَمَ الرئيس الفرنسي السفيرة آن غريو قراره بتعيينها سفيرة لفرنسا في لبنان. وعن سبب اختيارها؟ تجيب السفيرة الجديدة أنها تفضّل إطلاعنا على مسيرتها المهنية والديبلوماسية في كافة المواقع التي شغلتها منذ اكثر من 30 عاماً لربما سنفهم سبب اختيارها…

وهكذا أسهَبت السفيرة في سَرد سيرتها المهنية والديبلوماسية الغنية التي تفتخر بها، والتي بدأتها منذ اكثر من 20 عاماً حيث حَطّت رحالها أخيراً في لبنان “حلمها الجميل”. وأوضحت: تفاجأتُ بالخبر وبتأثر بليغ تيقّنتُ من أنّ “الحلم” أصبح حقيقة.
 
وتقول غريو في لقائها الصحافي الأول: “أنا هنا لتنفيذ مهمة وسأنفذها، صحيح أنني أمتهِن الديبلوماسية إلّا أنّ مهمتي هنا لا ينفعها الأدوية الـ LIGHT بل الادوية الحازمة”.

 
فالأهم، بحسب قاموسها، هو عدم الاستسلام. وعنه تقول: “ربما اختارني الرئيس لأنه يعلم أنني أشبهه الى حد كبير، فأنا لم ولن أستسلم”. وغريو، على يقين من انّ ماكرون لم يختَرها بالصدفة لتكون سفيرة في لبنان في هذه المرحلة الاستثنائية، فهو يعلم انها السفيرة المتمرّسة الآتية من المكسيك، تلك البلاد التي شهدت فيها على تغيّرات سياسية حادة وجذرية، وقد واكبت التغيير في النظام بديبلوماسية وحنكة وتركت هناك بصمتها الديبلوماسية.
 
عن شخصيتها تقول آن غريو: “هويّتي دائماً ديبلوماسية، أؤمن بديبلوماسية اللقاء والحوار واحبّ العمل مع الجميع والاستماع شخصياً الى جميع الاطراف، فالديبلوماسية في دمي. ولقد جئت الى لبنان من اجل مهمة، وسأحققها بإصرار”.
 
تقول السفيرة الجديدة في لبنان انها ستكون “الصدى” لصَوت رئيسها ولمبادرته، وهي تفتخر بتجاربها وبمسيرتها الديبلوماسية في الشرق وغرب المتوسط، وتعتبر أنّ الشرق الاوسط يعيش في الـ ADN الخاص بها، وأنها ستكون السفيرة المُنتجة التي ستحاول بناء مشاريع بالفعل وليس بالكلام، لافتة الى أنه يجب على القيادات اللبنانية مواكبة هذا النهوض، وليس العيش بحالة الانكار التي توصِل لبنان الى الانهيار، خصوصاً أنّ الوقت داهِم.
 
تستدرك السفيرة الفرنسية الجديدة أنه لم يمرّ أسبوع على بدء عملها الرسمي في لبنان، وهي كانت قد قدّمت أوراق اعتمادها لرئيس الجمهورية في 16 تشرين الفائت. لذلك، آثَرت في لقائها الصحفي الأول الاكتفاء بالتعريف عن نفسها، مُتجنّبة الغوص في الملفات السياسية اللبنانية، ليس بسبب عدم اطلاعها على الملفات اللبنانية المتأزمة بل لحرصها على ضرورة القيام بجولة التعارف والاستطلاع البروتوكولية.
 
وعند سؤالها عن نسبة تفاؤلها بقدرة الرئيس الحريري على تشكيل حكومة إنقاذية تستجيب الى المطالب الفرنسية التي حدّدها ماكرون؟ تجيب “فلننتظر لكي نرى، ففي النهاية لبنان بحاجة الى حكومة ومحاورين رسميين لبدء مهمة الانقاذ قبل الانهيار، لأنّ الوقت داهم ولا يمكن اضاعة المزيد منه”. وأضافت: “من جهتنا سنستمر في إرسال الرسائل، إذ يجب التوقف عن إطلاق الخطابات والانتقال الى الواقعية والبدء بالعمل”.
 
كما تكشف غريو عن جانب آخر من مهمتها وهو التأسيس لمشاريع تربوية وثقافية، وايضاً عن المساعدات الفرنسية في المجالات الصحية التي تقول إنها ثابتة وغير مرتبطة بالمساعدات المشروطة بتنفيذ الاصلاحات، اي انّ الدعم في القطاع الصحي سيستمر “لأنّ فرنسا لا يمكنها التخلي ابداً عن لبنان”.
 
وتضيف: “أنا واثقة من انّ هذا البلد، الذي استطاع تَخطّي الحروب والمآسي، يستطيع القيامة من جديد”.
 
وأضافت: “هدفنا إقامة مشاريع لنظام تعليمي وجامعي، فهناك موارد غنية في لبنان… بلدكم ليس كأيّ بلد آخر، والرئيس الفرنسي يؤمن بهذا البلد. ولديه رؤية للبنان، ويعتبره أولوية. ونحن تاريخياً نجيد كيفية العمل سوياً، وسنحقق الكثير من خلال الاستثمار الايجابي في الطاقات اللبنانية الاستثنائية ومن خلال الرؤية نفسها، وسنُنجز معاً مسيرة الاصلاح”.
 
وتلفت غريو الى «”انّ المبادرة الفرنسية بحاجة الى مساعدة الجميع من اجل التكامل، وستعمل فرنسا على مساعدة لبنان من خلال التعاون الثقافي والصحي وليس فقط الاقتصادي او السياسي”. ووَعد منّا بأننا سنكون فاعلين في القطاعات كافة. وفي ما يتعلق بالأمن، سنواصل المحادثات مع كافة الاطراف السياسية، وسندعم الاجراءات البنّاءة.
 
تعويم فرنسي لعودة الحريري؟
 
لم تَشأ غريو التعليق على خبر “الرعاية الفرنسية” لعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، إلّا أنها أوضحت بأن ليس فرنسا هي من تُعيّن رؤساء الحكومة في لبنان ولا من يختار وزراءها، إلّا أنّها تقدّم رؤيتها ونصائحها لشكل الحكومة المستقبلية التي بإمكانها ان تقوم بمهمة “إرسالية” إصلاحية، فتستحق لقب “حكومة المهمة” أي gouvernement de mission.
 
وذكّرت بخطاب ماكرون خلال الزيارتين اللتين قصد بهما لبنان، حيث أوضح للجميع من دون استثناء انّ المطلوب حكومة مُنتجة تتشكّل من وزراء أكفاء قادرين على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة، بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية او قربهم من اي طرف سياسي.
 
وترى غريو بأنّ “الوزير يجب أن يمتلك القدرة على إعداد مشاريع وأعمال في سبيل تطبيق الاصلاحات، بغضّ النظر عن انتمائه السياسي او قربه من اي طرف سياسي، فالمهم بالنسبة الى فرنسا هو النتيجة”، لافتة الى أنه من “المهم ان يكون جميع الافرقاء موافقين على تشكيل التركيبة الوزارية كي لا يتم عرقلة عملها الاصلاحي من اي جهة مثلما حصل مع الحكومة السابقة، ونحن سننتظر وسنراقب وسنحكم على الافعال”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.