تصدّرت مؤسسة “القرض الحسن” واجهة المشهد السياسي اليوم من خلال اختراق مجموعة تطلق على نفسها اسم “spiderz” سيرفرات الجمعية وكاميراتها، ووضعت المعلومات التي حصلت عليها تحت تصرف الجمهور العام، ووعدت بنشر معلومات إضافية في وقت لاحق.
واللافت في المعلومات المسرّبة ان للجمعية حسابات مالية في عدد لا بأس به من البنوك العاملة في لبنان، وهو ما يتناقض مع ما سبق واعلنه الأمين العام للحزب حسن نصرالله بأن لا حسابات للحزب في البنوك “أنا قلت نحن لا توجد عندنا مشاريع تجارية ولا عندنا مؤسسات استثمارية تعمل من خلال البنوك”.
ومنذ اسابيع ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية بخبر إستحداث جمعية “مؤسسة القرض الحسن” خدمة الصراف الآلي “ATM”، حيث بدأت إعتماد هذه الخدمة في بعض فروعها المنتشرة على الاراضي اللبنانية، وتقدم المؤسسة للمشترك تسهيلات عديدة ومنها سحب الدولار الأميركي للأشخاص الذين يملكون حساباً بالدولار، وهو ما تحدّت عنه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بقوله “حزب الله يركّب ATM في مناطقه وتصل نسبة السحوبات إلى 5 آلاف دولار كاش في حين ان المواطن اللبناني يذهب إلى المصارف و”يتشرشح”.
يعود تاريخ جمعية “مؤسسة القرض الحسن” الى العام 1982، حيث اسسها حزب الله عقب الاجتياح الإسرائيلي، وتم ترخيصها من قبل وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أ.د، ما يعني بحسب مصدر مصرفي ان الجمعية غير موجودة على لائحة المصارف المُرّخصة من قبل البنك المركزي، وبالتالي فإن عملها لا يخضع للرقابة من قبل مصرف لبنان، وان مصدر تمويلها “مجهول”.
وفي نيسان 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية جمعية “القرض الحسن” على قائمة العقوبات (بناءً على تشريع من عام 2015)، لكن نشاطها لم يتوقف.
وبحسب المصدر المصرفي فان لدى “القرض الحسن” نشاطا مصرفيا رئيسيا (تقديم القروض الصغيرة الحجم ولآجال قصيرة) مقابل ضمان للمشتركين، الذين يقومون بإيداع الأموال في الجمعية على أساس شهري، إذ يحق للمشتركين الحصول على قرض، إذا قاموا بإيداع ما لا يقل عن 10 آلاف ليرة شهرياً، في مشروع يُسمى الاشتراك الشهري.
اما الطريقة الأكثر شيوعاً لعمل المؤسسة، فتتمثل بالقرض مقابل ضمانات من ذهب، بحيث يضع المقترض “ضمانة” عبارة عن كمية من الذهب لدى المؤسسة في مقابل حصوله على قرض، وتحتفظ بها الجمعية حتى يتم سداد القرض. وفي هذه الحال تشترط الجمعية سداد القرض خلال فترة زمنية لا تزيد عن 30 شهراً، وأن يُستخدم الذهب كضمان.
الى ذلك، اشار المصدر المصرفي الى “ان هذه الجمعية التي تعدّ بمثابة “المصرف المركزي” لـ”حزب الله” ينحصر نشاطها بمؤيدي حزب الله واعضاء المجتمع الشيعي، حيث تنتشر فروعها البالغ عددها 31 في مناطق فيها اغلبية شيعية كالضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع”.
الا ان اللافت في نشاط هذه الجمعية كما يقول المصدر المصرفي “ان التسليف يحتاج إلى رخصة من قبل مصرف لبنان وهو ما ليس متوفّراً لدى “القرض الحسن”، وقد يكون ورود ارقام في لوائح رخص التسليف في مصرف لبنان دون وجود اسم المؤسسة التابع لها، مردّه إلى شطب قرار الترخيص بالتسليف للجمعية من قبل المصرف المركزي”.