وباسيل يعبّر بطبيعة الحال عن النمطية السياسية التي يعتمدها الرئيس ميشال عون بالذهاب حتى النهاية في خياراته مهما كانت العواقب وخيمة، وهو عادة لا يصغي لنصائح الآخرين – بمن فيهم أقرب المقربين إليه – كما أنه على استعداد للتخلي عن أهم حلفائه وأصدقائه اذا فرضت مصلحته ذلك.
ويقول مصدر موثوق مطلع على تفاصيل حياة عون لصحيفة “الأنباء” الكويتية: “إنه تجاهل حتى الذين ساعدوه بقوة وقدّموا له منازلهم في بيروت وباريس عندما نصحه بعض هؤلاء بتغيير نهجه واعتماد مقاربة أكثر مرونة واحتراما مع الآخرين ومع بعض أهل بيته، لأن إنقاذ البلاد وإدارتها تتطلب المشاركة والتعاون مع الجميع، بصرف النظر عن الحسابات الشخصية، ولكنه لم يصغ لهؤلاء أبدا، بل تخلى عن صداقتهم، حتى أنه لم يسأل عن أحدهم رغم مرضه الشديد”.
ويقول المصدر ذاته: “لقد أخطأ باسيل بالأصالة – وبالنيابة عن الرئيس – وتكاد أوراقه تحترق بأكملها، وتركته الثقيلة أغرقت البلاد بويلات يصعب معالجتها بوقت قصير. فهو فشل في الإصلاح، وفشل في الحفاظ على هيبة الدولة، وفشل في التعاون مع أصدقائه وحلفائه ومنهم حزب الله المستفيد الأول من سياسته، وفشل في تدمير الحريرية السياسية وتحميلها مسؤولية الانهيار وكذلك في منع الرئيس سعد الحريري من الحصول على تفويض نيابي لتكليفه بتأليف حكومة جديدة، وفشل ايضا في تحطيم مكانة الرئيس نبيه بري”.