وفي السياق، تلفت مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ”نداء الوطن” إلى أن الحراك الروسي هو محاولة لاستشراف حلول، لكن المعطيات المتوافرة من موسكو تشير إلى أن الحلول لا تزال بعيدة.
وتؤكّد المصادر وجود ضغوط ومحاولات حثيثة لإيجاد حل لمسألة تأليف حكومة لبنانية، والموقف الروسي واضح كما ورد في بيان الخارجية الروسية وهو تأليف حكومة برئاسة الحريري، وكذلك من دون ثلث معطّل مثلما أبلغ الروس رسمياً السفير بونصّار، وهذه الأمور سمعها “حزب الله” من المسؤولين الروس.
وتشدّد المصادر على أن كل تلك الحركة وما سيتبعها في موسكو لا تصل إلى درجة مبادرة روسية متكاملة لإيجاد نوع من التسوية بين أطراف الأزمة اللبنانية.
وتُصرّ روسيا على الحديث مع كل الأطراف اللبنانية، ولا تستبعد المصادر إمكانية توجيه دعوة لحزب “القوات اللبنانية” أولاً ومن ثمّ دعوة خاصة لرئيسه الدكتور سمير جعجع لزيارة موسكو في وقت لاحق، ويؤكد بوغدانوف، كما كل المسؤولين الروس، أمام زوّاره أنه يريد أن تكون لبلاده علاقة مع كل الأطراف اللبنانية من دون إستثناء.
تحتاج موسكو إلى وقت إضافي لبلورة تحرّكها، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن التعطيل المستمرّ ونسف كل المبادرات من الداخل اللبناني سيؤدّيان إلى مزيد من التعقيدات، وبالتالي فإن موسكو لا تتسرّع وتتبنّى أي مبادرة بل هي تدخل كعامل مساعد للفرنسيين وليس كمنافس.