ويوحي الحريري انه سيبقى متمسّكاً بالمبادرة الفرنسية او ما تبقى منها، حتى لو حصل فرضاً ان تخلى عنها الفرنسيون. وبناء عليه، يصر على تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين وبلا ثلث معطل، مستندا تِبعاً للعارفين الى الأسباب الموجبة الآتية:
– ان تجربة الحكومات السياسية او التكنو سياسية خلال السنوات الماضية أثبتت عدم جدواها، بل هي التي ساهمت بتجاذباتها وخلافاتها في تعطيل الدولة واستنزافها وصولاً الى الانهيار، وبالتالي اذا كانت هي المشكلة كيف لها أن تصبح الحل؟
– ان الرئيس نبيه بري حليف «حزب الله»، يتمسّك بحكومة اختصاصيين غير حزبيين، كما ورد في بيان المكتب السياسي لحركة أمل، ما يعزز موقف الحريري.
– انّ المجتمع الدولي لن يساعد حكومة تشبه التركيبات السابقة ولن يدعم الّا تشكيلة تكنوقراط توحي بالثقة وقادرة على تحقيق الإصلاحات.
– ان الثلث المعطّل هو من طقوس مرحلة ما قبل التداعي، ولا يستقيم مع متطلبات تشكيل حكومة منتجة في هذه المرحلة المصيرية، «مَن ساواك بنفسه ما ظلمك»، فالحريري لا يريد ثلثا معطّلا كما لا يريده لغيره.
وفي حين ترجّح إحدى الشخصيات القريبة من رئيس الجمهورية ميشال عون ان يكون الحريري قد استند في «استراتيجية الاستقواء» الى بعض الاشارات الدولية والاقليمية جرّاء استقباله المتكرر في هذه العاصمة او تلك، الا انها تنصحه بأن لا يبالغ في هذا النوع من الحسابات، لأن بعض الجهات الخارجية التي يتكئ عليها هي «فيل مخصي».