حتى أن الكثيرين ممن ارتضوا مونة الجنرال بتزكية باسيل باتوا اليوم لا يدافعون عنه وينتظرون سقوطه. ثمّة حالة انتظار لانهيار هيكل باسيل داخل “التيار”، ولا شيء يُبقي هذا الهيكل قائماً ولو متصدّعاً إلّا استمرار العماد عون على قيد الحياة. السؤال ماذا سيحلّ بـ”التيار” مع اقتراب خروج عون من قصر بعبدا؟ وكيف ستزداد حالات الفرار من “التيار” والقفز من المركب الذي يغرق؟
هناك من يتوقّع أن تزداد حالات الخروج وأن ترتفع حالات المعارضة لباسيل من دون تظهيرها بقوة على أساس أن “التيار” كلّه في حالة سقوط. ولو كانوا يحمِّلون باسيل مسؤولية هذا السقوط إلّا أنّهم لا يجاهرون به. هذه الحالة ستؤدي حكماً إلى انفضاض الذين تكوكبوا حول باسيل من أجل أن يكون ممرّاً لاستفادتهم من ركوب موجة العهد. معظم هؤلاء بدأوا يعيدون النظر في خياراتهم المصلحية ويحسبون أوضاعهم على أساس أن العهد سينتهي بعد عام ونصف وعليهم البحث عن مصلحتهم في مكان آخر.
ومع الخروج من الحكم وضعف سيطرة عون على القرار سيكون “التيار” عرضة للتشظّي والإنقسامات. من دون رعاية وتوصية العماد عون لا يمكن أن يستمر باسيل رئيسا لـ”التيار”. يمكنه أن يبقى رئيساً لجزء منه استفاد وتكوكب من حوله مؤمّناً مصلحته. وثمّة جزء سيكون معه باعتبار أنّه يعادي “القوّات” فقط. ولكن ثمّة من ينتظر هذا التراجع لكي ينقضّ عليه بعدما لاذ طويلاً بالصمت. السفينة التي طالما تحدث عنها العماد عون وقال إنه ربّانها ولا يتركها، باتت سارحة في بحر من الرياح. وبات من مصلحة كثيرين كانوا على متنها أن يقفزوا منها وأن ينجوا بأنفسهم. إنها ساعة الحقيقة لمغادرة قطار “التيار”.