كتب فادي عيد في “الديار“: لم تهدأ محاولات تقريب وجهات النظر بين الحريري وباسيل ، فمنذ فترة وجيزة، حاول الفرنسيون العمل على هذا الخط أيضاً، لكن محاولتهم باءت بالفشل نتيجة لاتساع رقعة الخلاف أولاً بينهما، وعدم توفير أجواء إيجابية تخدم هذه التوجّهات ثانياً، فعدلوا عن هذه الفكرة مرحلياً ريثما تتهيأ الظروف المؤاتية، خصوصاً وأن الصراع بين الرجلين بات شخصياً ومن دون أي أفق للحلّ في المدى المنظور.
وفي هذا الإطار، تتّهم مصادر قيادية في «التيار الوطني الحرّ»، الحريري بأنه «ليس الرئيس الحريري الذي عرفناه في ما مضى»، وقد أُعلن ذلك بشكل صريح في آخر حديث صحافي للرئيس ميشال عون، وهذا التغيّر ولّد مشاعر لدى العونيين بأن الحريري أضحى أسير قرار يمنعه من لقاء باسيل، وعلى هذه الخلفية، ثمة اعتقاد بأن هناك من يدفع الحريري إلى عدم إدخال النائب باسيل في المسألة الحكومية برمّتها، لا سيما أن باسيل لم يعد شخصاً مرغوباً فيه دولياً، إلى جانب أنه مُعاقَب أميركياً، وبالتالي، يفضّل الحريري عدم إقحام نفسه بشراكة مع شخص يتمتع بهذه الصفات، مما قد يؤدي إلى تقويض عمل الحكومة عندما يتبين أن ثمة وزراء قريبين من هذا الشخص، أو محسوبين عليه، ما قد يوسّع من دائرة المقاطعة الأميركية.