نداء من الراعي للسياسيين: كفّوا عن التضحية بلبنان واللبنانيّين

3 أبريل 2021
نداء من الراعي للسياسيين: كفّوا عن التضحية بلبنان واللبنانيّين

وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نداءً كلّ إلى “جميع المتسببين في أزمة عدم تشكيل الحكومة وتداعياتها الإقتصاديّة والنقديّة والماليّة والمعيشيّة”، داعياً إياهم إلى “الكفّ عن السلوك المُهينِ والمهيْمِن والأنانيِّ والسُلطويّ”.

وأضاف في رسالة الفصح: “كفّوا عن التضحية بلبنان واللبنانيّين من أجلِ شعوب أخرى وقضايا أخرى ودولٍ أخرى. كفّوا عن الاجتهادات الشخصيّة في التفسيراتِ الدستوريّةِ وعن البِدعِ الميثاقيّة. أفرجوا عن القرارِ اللبنانيِّ والشعبِ”.

وقال: “كم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانًا وشعبًا وأرضًا وكرامة ويؤلمنا بالأكثر أنّها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب! وكم يؤلمنا أيضًا أنّ بعضًا من هذه الجماعة يتمسّك بولائه لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين”. 

وأضاف: “ما القول عن الذين يُعرقلون قصدًا تأليفَ الحكومة ويشلّون الدولةِ، وهم يَفعلون ذلك ليُوهموا الشعبَ أنَّ المشكلةَ في الدستورِ، فيما الدستورُ هو الحلّ، وسوء الأَداء السياسيّ والأخلاقيّ والوطنيّ هو المشكلةُ؟”.

وأكّد “أنّنا أمامَ مخطّطٍ يَهدِفُ إلى تغييرِ لبنان بكيانِه ونظامِه وهوِّيتِه وصيغتِه وتقاليدِه”، لافتاً إلى أنّ “هناك أطرافاً تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ والماليّةِ والمصرفيّةِ والعسكريّةِ والقضائيّةِ، واحدةً تلو الأخرى. وهناك أطرافٌ تعتمدُ منهجيّةَ افتعالِ المشاكلَ أيضًا لتَمنعَ الحلولَ، والتسويات”.

وشدّد على أنّ “الحياة الوطنيّة ليست حِصصًا، بل هي تكاملُ قيمٍ ولقاءُ إرادات وربحٌ مشترك. الحياةُ الوطنيّةُ هي الفرحُ بالآخَر لا الانتصارُ عليه”، داعياً الجميع للخروج “من متاريسهم السياسيّةِ ويلتقوا إخْوةً، في رحابِ الوطن وشرعيّةِ الدولة وتعدّديّةِ المجتمع”.

وتابع: “إنّنا نعلي الصوت مع جميع اللبنانيّين بتأليف حكومة تعيدُ إنعاشَ المؤسّساتِ، وتُطلقُ ورشةَ الإصلاحِ لتأتيَنا المساعداتُ العربيّةُ والدوليّة الموعودة. ونتساءل: لماذا هذا التأخير طالما الجميعُ يعلنون، اذا صحّت النوايا- أي لا نقول الشيء ونفعل نقيضه- أنّهم يريدون حكومةً تتميّز بالخصائص والمعايير التالية: 

1- حكومةُ اختصاصيّين مستقلّين غيرِ حزبيّين يتمتعون بالمهارة والخبرة والحس الوطني، فيوحون بالثقةِ والقدرةِ على النجاح.

2- حكومةٌ لا يَملك فيها أيُّ طرفٍ سياسيٍّ أو حزبيٍّ أو نيابيٍّ الثلثَ المعطِّل الذي هو أساساً غيرُ موجود في الدستور أو في الميثاق.
3- حكومةٌ تَتَّبِعُ في عمليّةِ تأليفِها نصَّ الموادِّ الدستوريّةِ وروحَها ومفهومَ الميثاقِ الوطنيّ من دون فذلكاتٍ لا مكانَ لها في الظرفِ الراهن.
4- حكومةٌ تلبّي حاجاتِ المواطنين ويرتاحُ إليها المجتمعَان العربيُّ والدوليّ”.