مشاريع قوانين استقلالية القضاء اللبناني في أدراج البرلمان.. متى يفرج عنها؟

24 أبريل 2021
مشاريع قوانين استقلالية القضاء اللبناني في أدراج البرلمان.. متى يفرج عنها؟

كتبت إيناس شري في “الشرق الأوسط” عاد موضوع إقرار قانون استقلالية القضاء في لبنان إلى الواجهة مجددا بعد الأزمة القضائية التي شهدها مؤخراً ولا سيما السجال الذي أثاره رفض المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون تنفيذ قرار للنائب العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات بكف يدها عن عدد من الملفات كانت تعمل عليها، والذي تحول من قضائي إلى سياسي ما انعكس لاحقا على الشارع الذي انقسم بدوره بين مؤيد لعون وآخر مؤيد لعويدات.












وفي أدراج مجلس النواب أكثر من اقتراح قانون يتعلق باستقلالية القضاء ولعل أحدثها ما تقدم به النائب أسامة سعد في شهر آذار الماضي والمتعلق باستقلال القضاء الإداري وشفافيته وما تقدمت به النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان العام 2018 والمرتبط باستقلال القضاء العدلي وشفافيته، إلا أن أي مقترح في هذا الخصوص لم يقر بل لا يزال المقترح المقدم منذ أكثر من سنتين في لجنة فرعية خاصةً أنشئت لدراسته حسب ما تؤكد يعقوبيان.

وتشير يعقوبيان في حديث مع “الشرق الأوسط” إلى  أنه ومنذ العام ونصف العام واللجنة تدرس المشروع والنائب عدوان قال إن القانون سيحول في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل إلى الهيئة العامة لمجلس النواب وذلك من دون فهم الأسباب الموضوعية للتأخر مشددة على ضرورة الضغط للإفراج على مشروع القانون لبدء المعركة مع الهيئة العامة لإقراره لأنه بلا استقلالية قضاء لا يوجد لبنان وأكبر دليل ما نشهده اليوم.

ورغم مواد مشروع القانون الهادفة لتعزيز استقلالية القضاء يرى كثيرون أن العبرة بالتنفيذ في حال إقراره، وفي هذا الإطار لا ينفي وزير العدل السابق إبراهيم نجار أهمية تعديل قانون القضاء العدلي وصلاحيات مجلس القضاء الأعلى وطريقة اختيار أعضائه ولكنه يشير في حديث مع “الشرق الأوسط” إلى أن العبرة في لبنان دائما تكمن في التنفيذ، فالدستور ينص على فصل السلطات وعلى استقلالية القضاء ومع ذلك يعتبر موضوع التدخل السياسي في القضاء أمرا مزمنا.

صحيح أن الصورة المهينة للقضاء التي شهدها لبنان مؤخراً بين عون وعويدات دفعت المعنيين إلى التذكير بضرورة إقرار قانون استقلالية القضاء إلا أن قضايا أخرى كثيرة شهدها لبنان تصب في الإطار نفسه كما يرى منسق اللجنة القانونية في المرصد الشعبي لمحاربة الفساد المحامي جاد طعمة، ويذكر منها على سبيل المثال تعثر إقرار التشكيلات القضائية بسبب كباش سياسي وما حصل في موضوع التحقيق بجريمة المرفأ فضلا عن ملاحقة الصحافيين والناشطين بناء على تدخلات سياسية وتعطيل هيئات الرقابة.