مناورات اسرائيل تحاكي مفاوضات بغداد وفيينا؟!

11 مايو 2021
مناورات اسرائيل تحاكي مفاوضات بغداد وفيينا؟!

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”:  لم يتوافر ما يقنع الأوساط الديبلوماسية أن المناورات الاسرائيلية في الجليل الاعلى تستهدف مواجهة محتملة مع “حزب الله” و”حماس”. ولذلك فقد اتجهت الانظار الى محاكاة أزمة أخرى تقلق اسرائيل في ظل الهدوء الشامل في جنوب لبنان. فاتجهت الانظار الى المفاوضات الخاصة بالملف النووي الايراني في فيينا والمفاوضات السعودية – الايرانية في بغداد.

وان عاد المراقبون الى المناورات الأخيرة تتجه الانظار الى النقلة النوعية في الغارات على الأراضي السورية، والتي كان آخرها الاسبوع الماضي، التي طاولت مراكز للجيش النظامي على الساحل السوري في محيط مدينة اللاذقية على مسافة قصيرة من القواعد الروسية البحرية في طرطوس والجوية في “حميميم”، حيث تنتشر الصواريخ الروسية المضادة للطائرات والصواريخ البالستية من نوعي “S300″ والـ”S400” من دون ان تتدخل. كما رصد عدم استخدام شبكات الدفاع الجوي السورية في مواجهتها، وقد يكون ذلك منعاً لتكرار تجربة إسقاط الطائرة الروسية “ايل 20″ المخصصة لأهداف الرصد والمراقبة في منتصف ايلول العام 2018 ومقتل 14 من طاقمها في ظروف معقدة لتزامنها مع قيام الطائرات الإسرائيلية بغاراتها على مناطق مجاورة لتلك التي استهدفت الأسبوع الماضي.
قياسا على حجم الهدوء المحقق في الجنوب اللبناني والعمليات المحدودة في قطاع غزة نتيجة اطلاق قذيفة او صاروخ من وقت لآخر، فإنّ الاقتناع تعزز في انّ مثل هذه المناورات لا تستهدف الجبهة الداخلية بمقدار ما تُحاكي قلقاً إسرائيلياً جدياً مما يجري في فيينا في شأن الملف النووي الايراني مع مجموعة الـ”5+1” وتعكير الاجواء على المفاوضات السعودية ـ الإيرانية في بغداد. فالمقاربة الإسرائيلية لأهداف في محيط دمشق وقبالة الجولان المحتل وتلك التي وضعت تحت حماية الوجود العسكري الروسي المباشر على الساحل السوري ليست عمليات عادية، وان أغفلت الحديث عن صواريخ الحزب “الذكية” في لبنان فإنه لا يمكنها مقاربتها، طالما انها لم تستطع التذرّع بأي خطأ قد ارتكب من الجانب اللبناني. وعندها تفسّر هذه المناورات على أنها لمخاطبة مختلف أطراف فيينا وبغداد لتقول لهم في رسالة موحدة: “نحن هنا ولن يمر شيء في المنطقة من دون احتساب دورنا”.

المصدر:
الجمهورية