استدراج الحريري نحو الخطيئة وماذا عن سر لقاء ماكرون بقائد الجيش

30 مايو 2021
استدراج الحريري نحو الخطيئة وماذا عن سر لقاء ماكرون بقائد الجيش

مازال العهد مستمرا في استدراج الرئيس المكلف سعد الحريري نحو الخطيئة ، وآخرها عبر الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون الى مجلس النواب التي كل مايمكن قوله فيها انها لم تكن في مضمونها- بغض النظر عن شخص من طالته – سوى تحجيم متعمد لموقع رئاسة الحكومة وصلاحياته وانقلاب على دور مجلس النواب الاساس في هذا الاطار المتمثل في منح الثقة للحكومة المشكلة او حجبها. ولكن على سلبيتها لا يمكن سوى الاشارة الى ما كشفه تصويت الكتل النيابية على الموقف الذي اعتمده مجلس النواب كرد على الرسالة الرئاسية المذكورة لا سيما تكتل الجمهورية القوية الذي امتنع عن التصويت لاسباب تتعلق بضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة والذي جاء متماهياً مع موقف التيار الوطني الحر الذي لم يخف ذهابه نحو المخطط “ب” القاضي باستقالة نوابه من المجلس النيابي نحو انتخابات نيابية مبكرة والذي ليس ما يمنع، في حال حصوله ، من الذهاب فيه مجددا نحو اتفاق معراب (2) على رغم نفي “القوات اللبنانية” ذلك بقوة ،وتأكيدها ان موقفها ليس منسقا مع احد.

بكل حال الاستدراج الاول يبدو انه لم يكن الاخير فقد اطل العهد بالامس باستدراج آخر للحريري نحو الخطيئة من خلال ارسال الرئيس عون تشكيلتين الى البطريرك الراعي وان خلت من الاسماء الا ان اخطر ما فيها ، وبغض النظر عما حملته من معايير محاصصة والتفاف على صلاحيات رئيس الحكومة والتي لا تمت بصلة الى الالتزام بمعيار الاختصاص غير الحزبي، الا انها جاءت لـ”تنفيس” عجلات مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري محرجة في دربها حزب الله.

لاشك ان الحريري يدرك ان تشكيل حكومة اصلاحات لم يعد مجديا لكون لبنان دخل مرحلة “حمل” الانتخابات والتي تتطلب ان تسير فيها القوى السياسية “دادي..دادي” خاصة بعد سحب ثورة 17 تشرين الثقة من القوى السياسية، كما يدرك تماما ان اي تنازل عن صلاحيات رئاسة الحكومة او العودة الى تسوية الـ 2016 ستجعل رصيده بحكم المفلس لدى الراعية الاولى الممكلة العربية السعودية خاصة انها غير راضية عنه وفق ما اوحى الوزير وليد جنبلاط في مقابلته الاخيرة .هذا عدا عن حاجته لاستعادة شارعه السني سيما مع دخول شقيقه بهاء الحريري كمنافس طامح لـ”الغرف ” من نفس الطبق. بالمقابل يعلم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل انه نتيجة سياستهم في الشارع “صفر” وذلك ان على مستوى العمل او على مستوى الشراكة او على مستوى الاصلاح، وان الفترة المتبقية حتى نهاية العهد غير كافية لتقديم اي شيء على مستوى الاصلاحات، والخاسر ليس لديه ما يخاف منه او عليه ، من هنا ربما تأتي الاستقالة من مجلس النواب بعد اظهار الحريري كمعطل ، ابغض الحلال ، والتي في حال حصولها قد ” تقرش” لهم ما امكن من “قروش” في الشارع.
بالطبع وامام هذا المشهد يبدو ان وحده بري فهم باطن ما يحكاك من مواقف ، فجاءت مهلة الاسبوعين التي وضعها للتشكيل والتي نرى انها تتجاوز فكرة “الحث”الى الـ”تنبيه” عما قد تسفره مواقف الاطراف من نتائج . وربما هذا يقودنا الى الزيارة التي قام بها قائد الجيش جوزف عون الى فرنسا ولقائه برئيسها ايمانويل مكرون كسابقة دبلوماسية في تاريخ الرئاسة الفرنسية، والتي يمكن قراءتها تحت عنوانين اساسيين، الاول ان فرنسا ما زالت مهتمة بلبنان وان شخص قائد الجيش “عون” هو موضع ثقة لدى الفرنسيين خاصة بعد سقوط ثقتها بالقوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة وادارة البلد ، والعنوان الثاني هو ان مساعدة الجيش باتت مسألة ملحة ويبدو ان بانتظاره مهمة صعبة ، مع ما ينذر بدخول لبنان مرحلة خطرة جدا امنياً قد تصل الى حد الفوضى الامر الذي قد يتطلب دورا اوسع للجيش في الامساك بالدولة ومفاصلها وحفظ الامن فيها والمحافظة على تماسكها تلافيا لتفتتها وسقوطها . 29/5/2021 المحامية ميرفت ملحم