نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريراً يحمّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “جزءاً” من مسؤولية “فشل لبنان”، مشيرةً إلى أنّ الخطة التي وضعتها باريس لإنقاذ البلاد سارت على نحو خاطئ منذ البداية.
وتقول المجلة إنّ شيئاً لم يتحقق بعد مرور عام تقريباً إلى زيارة ماكرون إلى لبنان وإطلاق مبادرته، كاتبةً: “ساهم تدخّل إيران والصدام مع الولايات المتحدة حول كيفية التعاطي مع “حزب الله” في سقوط المبادرة الفرنسية مبكراً”. وتضيف “فورين بوليسي”: “إلاّ أنّ المشكلة الأساسية تمحورت حول استناد نجاح الخطة الفرنسية إلى الطبقة السياسية نفسها، المتهمة في المقام الأول بالوقوف وراء الكوارث التي تتكشف في البلاد”. وتتابع: “من المؤكد أنّ رفضهم (السياسيون) الشروع بإجراء إصلاحات يشكّل سبب الانهيار الخطة الفرنسية الأساسي”، معتبرةً أنّ إحجام فرنسا عن فرض عقوبات قاسية على المسؤولين السياسيين دمّر المبادرة “في نهاية المطاف”.
وإذ تذكّر المجلة بخطاب ماكرون الذي قال مطلع الشهر الجاري إنّه يعمل مع “شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية”، تنقل عن مصدر ديبلوماسي فرنسي تساؤله: “ما الذي يتعين علينا فعله؟ أنترك الشعب يموت لأنّ ساستهم غير مبالين مطلقاً؟”. ويضيف: “لا يمكننا ترك الشعب يتحمّل كلفة الأزمات كاملة. لا يمكننا القيام بذلك”.المصدر الذي تحدّث عن المساعدات الفرنسية، أكّد أنّ قيوداً تحكم السياسة الفرنسية، محملاً الشعب اللبناني مسؤولية التغيير الحكومي. ويقول المصدر: “يريدنا اللبنانيون أن نحل مشاكلهم، لكن يتعيّن عليهم الدفاع عن أنفسهم أيضاً”، مكرّراً بذلك موقف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي قال في تموز الفائت “ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم”.