الحكومة بين خيارات الحريري وفرضيات باسيل

2 يوليو 2021
الحكومة بين خيارات الحريري وفرضيات باسيل

يحلو لأوساط واسعة الإطلاع القول لـ “الراي”، إن “القفل والمفتاح” في عملية تشكيل الحكومة هما بيد عون، الذي سلّم أمره لرئيس حزبه النائب جبران باسيل، الذي يخوض معارك لضمان مستقبله السياسي كمرشح أول لرئاسة الجمهورية، وتالياً فإن تشكيل الحكومة واحد من ساحات قتاله ولو بـ “السلاح الأبيض”. وهما أيضاً في يد الحريري، الذي يخوض معركة التشكيل وكأنها مفصلية في تحديد مستقبله السياسي ومكانته في الداخل والخارج على حد سواء.

وفي تقدير هذه الأوساط أن باسيل يريد انتزاع ضمانة من أربعة خيارات أمامه، هي:• لا حكومة، ومهما كلف الأمر، من دون إمساكه بـ”ثلث معطل” صافٍ، ما يجعله رقماً صعباً في إدارة البلاد وعلى النحو الذي يضمن حظوظه الرئاسية بملاقاة استحقاق الـ2022.• المضيّ في القبض على “توقيع” مراسيم أي حكومة محتملة ومقايضة حليفه الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله لضمان “وعدٍ” بتبنّيه مرشحاً للرئاسة، على غرار ما حظي به عون.

• عدم الممانعة في ترك المأزق الحكومي يأخذ مداه، واستخدامه سلاحاً لاستدراج الأميركيين لرفع “الفيتو” عنه (العقوبات) ومعاودة الاعتراف بمكانته، وذلك كضمانةٍ لحماية مستقبله السياسي.• الرهان على أن الانهيار الشامل في البلاد سيقود إلى فوضى لن يكون في الإمكان إخمادها إلا عبر طاولة تفضي إلى ما هو أكثر من اتفاق الدوحة وأقل من اتفاق الطائف، الأمر الذي يضمن له الجلوس على رأسها كممثل أول للمسيحيين.واحدة من أربع فرضيات يريدها باسيل، وفق هذه الأوساط، في لعبة «الكر والفر» فوق مسرح العمليات الحكومية الذي تبقى أضواؤه مصلتة على الرئيس الحريري في حركته التي تراوح بين لاءاته الراسخة وتلويحه غير المحسوم بالاعتذار.وتعتقد الأوساط الواسعة الاطلاع أن الحريري في “صموده” أمام الشروط والضغوط المرفوعة في وجهه، يريد هو أيضاً إصابة عصفورين بحجر واحد، هما:• تثبيت مكانته في اللعبة السياسية كزعيم أول وبلا مُنازِع للسنّة، بعدما التف حوله رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى وبعض مَن كانوا في المقلب الآخر، كما استنهاض شعبيته المتصدّعة مع العد التنازُلي للانتخابات النيابية.• الإيحاء للخارج، لا سيما الإقليمي، بأن الحريري نسخة 2021، المُمْسك بورقة «تشكيل الحكومة» لن يفرّط أو يتراجع ولن يقدم تنازلات لعون و«حزب الله»، وهو ما يتيح له تالياً استعادة مكانته التي يحرص على ترميمها عبر أسفاره.وفي رأي الأوساط أن الحريري، الذي يحتفظ بورقة الاعتذار في جيبه، ربما لن يفرّط بها سريعاً لكنه سيكون جاهزاً لاستخدامها كـ”خيار أخير” بعد ترتيب أوراقه وعلاقاته على النحو الذي يجعل من اعتذاره مصدر قوة لا ضعف.(الراي الكويتية)