كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: في حين افادت المعلومات ان السفيرتين الفرنسية والاميركية سبق وان طلبتا موعداً للقاء وكيل وزارة الخارجية السعودية للوقوف منه على حقيقة الموقف تجاه تشكيل الحكومة في لبنان، ومساعدته مالياً الا أن ما تضمنه البيانان الصادران عنهما لم يلغِ الحاجة الى تحليل للزيارة على مستوى سفراء، خاصة وأن الإعلان قد تزامن مع إعلان مماثل عن عودة السفير السعودي وليد بخاري الى لبنان بعد زيارة الى بلاده استمرت اياماً، والعودة محملاً بكلمة سر الحكومة ورئيسها المكلف. وان تأتي الزيارة عقب اللقاء الذي حصل على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث والذي طالب خلاله الجانب الاميركي نظيره السعودي، بضرورة عودة بلاده لتلعب دوراً على الساحة اللبنانية ومساعدة لبنان للخروج من أزمته المالية، فهذا قد يحمل مؤشراً خصوصاً وان الوزير السعودي ورغم اعادته التذكير بموقف بلاده بأن لبنان لم يعد مدرجاً ضمن سلم اولوياتها، وانها لا ترى ان الوقت ليس مناسباً بعد لعودتها الى لبنان، الا انه طلب التريث بالرد النهائي، واعداً بنقل هذا التمني الى المسؤولين في بلاده. غير ان آخر المستجدات على هذا المستوى أبلغها الموفد القطري مباشرة الى الرئيس المكلف بتأكيده ان المملكة ليست بوارد إعادة النظر بقرارها، لجهة عدم التعاطي بالملف اللبناني. فما التغيير الذي طرأ في الساعات الاخيرة؟
تؤكد معطيات مصادر مطلعة على الموقف الاميركي ان الزيارة شكلت مؤشراً الى تطور سجل على مستوى الحكومة والرئيس المكلف، بالنظر الى وقع الازمة في لبنان والحاجة الى تطويقها والاتفاق على تسوية ما بعد الحريري. وبالبحث الاميركي الفرنسي والسعودي يكون لبنان امام وصاية ثلاثية الابعاد سياسية واقتصادية وأمنية، خصوصاً في ضوء الالحاح الاميركي على وجوب عودة السعودية للعب دورها حفاظاً على لبنان ودعمه اقتصادياً، والإتفاق معها على شخصية اخرى اذا كانت لا تريد الحريري رئيساً للحكومة.
المعطى المؤكد هو عودة المملكة العربية السعودية الى لبنان تلبية لرغبة اميركية، عودة عبرت عنها مشاركة وزير خارجيتها مع نظيريه الفرنسي والاميركي ثم استدعاء السفيرتين الى اجتماعات لبحث ملف لبنان. فما الذي تحمله هذه العودة وهل يكون انسحاب الحريري التدريجي اولى علامات ظهورها؟ ام انه تم تحميل الزيارة أبعد مما تحتمل؟