لا مؤشرات ايجابية حتى هذه اللحظة توحي بإمكانية حصول خرق في عملية تشكيل الحكومة او الوصول الى تسوية سياسية تنقذ لبنان ، او اقله تخفف من سرعة وحدة الانهيار الحاصل، وكل ما يسرب هو عبارة عن سلبية مطلقة. لا حكومة، ولا تسوية ولا تنازلات.
لكن “حزب الله” الذي لا يزال يستكمل مبادرته، علما انه اكثر العارفين بمصيرها ومصير الوساطات السياسية التي تحصل، قد يجد بعض الفوائد السياسية من الفراغ، اي انه من الممكن ان يستغل الانهيار الحاصل من اجل تحقيق مكاسب.يفضل “حزب الله” تشكيل حكومة، هذا اكيد، ويعمل على انجاز تسوية بين الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون لهذا الهدف، لكنه في الوقت نفسه يرى ان عدم حصول تسوية الآن ممكن ان يجعل التسوية لصالحه اكثر بعد الاتفاق الايراني-الاميركي او السعودي -الايراني.
“حزب الله” الخاسر من الفراغ، كغيره من القوى السياسية، يتميز عنهم بأن خسارته ليست صافية، هناك جوانب اخرى يمكن له الاستفادة منها في حال بقي الوضع على ما هو عليه، وهذا ما يحذر منه بعض خصوم الحزب.لا يفضل الحزب تحمل مسؤوليات اقتصادية او معيشية، كالتي بدأ بتحملها اليوم، لكنه في الوقت نفسه سيكون ثمن هذه الاعباء سيطرته على مفاصل جدية في الدولة العميقة في لبنان، التجارة والاستيراد والادوية والمحروقات، هكذا يعوض الحزب خسارته بزيادة نفوده.من كل ما تقدم، فإن خسارة الحزب واقعة في حال استمر الفراغ والانهيار، وهذه الخسارة ستستمر ما دام الحزب لم يذهب الى الخيارات الجذرية التي لوح بها مرارا، خصوصا ان هكذا خيارات قد تقلل من خسائرة الشعبية داخل بيئته الحاضنة، وربما في بيئات اخرى.كما ان المكاسب العملية بزيادة نفوذه لن تتحقق بمجرد حصول انهيار، بل من خلال استغلاله له، وهذا لم يحصل الى اليوم، لذا فإن خسارة الحزب او ربحه نتيجة الازمة الراهنة مرتبط بتصرفاته وخياراته..