وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الى اللبنانيين في عيد الغدير جاء فيها: “في مثل هذا اليوم الفاصل، أقام النبي الأعظم أكبر تجمع إسلامي على الإطلاق، ليؤكد في يوم الغدير الأكبر البيعة العامة لأمير المؤمنين علي كمرجعية كلمة وميزان للتأويل ووريث للسماء ووليد الدولة التي أسس مشروعيتها على مصالح الإنسان وقداسة البشر، ولذلك قدم مولانا علي الدولة وظيفة خادمة لمصالح الإنسان، بلا فرق بين أبيض وأسود وعربي وأعجمي، وعلى قاعدة قداسة الانسان بما هو إنسان كنظير في الخلق، وكون قاعدة الحقوق العامة وفق مبدأ “الخلق عيال الله” “والوطن ما حملك” “والظالم لا محل له في سلطان الناس”، وقدم الحكومة كسلطة مصالح لا سلطة إمتيازات، وأطر القضاء ضمن حكومة النص المرجعي وآلياته بعيدا من السلطة السياسية وزواريبها، ونظم الأولويات وفق حقيقة أن أصل مشروعية الدولة يدور مدار هذه الإنسانية ومصالحها، وهو عين الكارثة التي أصابت هذا البلد، لأن الدولة في هذا البلد تم تأسيسها على الطوائف، والمواطن تم شحنه بعقدة المتصرفية وعقدة الخوف من الآخر، مما حول البلد ضحية فساد وصفقات وسمسرات وسقوط عمودي مروع لا أمل بالخروج منه الا بالعودة للدولة المشروع والمؤسسة الحقوقية التي تتحول معها الدولة وظيفة اجتماعية سياسية ضامنة لكرامة المواطن، بعيدا من نظام الصفقة وجمهورية الطوائف، ومن نادي السمسرة السياسية المالية، ولأننا في بلد حوله الفساد الى بقية كارثة، فإن الخروج من هذا النفق يمر بحكومة فوق المصالح الطائفية، وشراكة أكبر من الزواريب السياسية على قاعدة “أم الصبي”، وإلا فترحموا على لبنان”.