الكرة في ملعب العهد… فهل يتورّط؟!

1 سبتمبر 2021
الكرة في ملعب العهد… فهل يتورّط؟!

تستمر المفاوضات الحكومية بغض النظر عن وتيرتها وما إذا كانت الايجابية التي تُسرّب عبر وسائل الاعلام واقعية وستؤدي الى الاسراع في التشكيل أم أنها ترتكز فقط على تذليل بعض العقبات، غير أن المؤكد ان المشاورات لم تتوقف وأن الاتصالات بين القوى السياسية لم تخضع لأي من عوامل الجمود السياسي الذي من شأنه أن يؤدي في وقت قريب الى رفع راية “الاعتذار”!

يبدو أن التوجّه الفرنسي لا يزال يسلك مسار الضغط من أجل إتمام عملية التشكيل وإزالة العوائق التي تحول دون ولادة حكومة في اسرع وقت ممكن، الأمر الذي، وبحسب مصادر مطلعة، استشعره التيار “الوطني الحر” منذ عدّة أيام فائتة، ما جعله يتهيّب إحراج الجانب الفرنسي لأسباب سياسية عديدة مرتبطة بواقعه الشعبي وبالمستقبل السياسي لرئيسه النائب جبران باسيل.مما لا شك فيه ان الضغوط الغربية لا تنحصر بالفرنسيين وحسب، إذ من الواضح أن الاميركيين لا يضعون “ڤيتو” على عملية التشكيل بل يشجعون، ربطاً بالتصريحات العلنية، على الاسراع بها لوضع لبنان على سكّة الإنقاذ الاقتصادي والمالي والمعيشي قبل موعد الانتخابات النيابية المُقبلة، الأمر الذي بدا واضحاً حتى قُبيل اعلان استقدام “حزب الله” لبواخر النفط الايرانية.

وترى المصادر أن الاصرار الغربي على التشكيل مرتبط بعدّة قضايا وفي مقدّمتها تلويح أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله بالتوجّه شرقاً وبدء اجراءاته لاستقدام البواخر الايرانية. ثانياً، إدراك المجتمع الدولي أن الانهيار قد بدأ يطال مؤسسات لم يحسب الغرب لها حساباً في حين أن واقع “حزب الله” التنظيمي والحزبي لا يزال متماسكاً لا سيما وأن جماهيره قد عادت الى قواعدها الاساسية وذلك بعد قبول السيد نصر الله لما وُصف بـ”التحدي الكبير” وفتح طريق الحلول التي ستعيد الاستقرار لبيئته ولمن يرغب من المناطق اللبنانية على اختلاف انتماءاتها.من جهة أخرى، اكدت المصادر أن الحراك الداخلي الذي يقوم به اللواء عباس ابراهيم على خط التشكيل ليس بمبادرة فردية وإنما يحظى بغطاء إقليمي ودولي مقبول ما ساهم في تكثيف الخطابات السياسية التي تشجّع عملية التشكيل لتبقى الكرة في ملعب “العهد” ممثلاً برئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل في إطار المفاوضات الحالية.عموماً، يبدو أن “التيار” يتّجه نحو التسهيل رغم بعض العراقيل التي فرضها خلال الأيام الماضية، لكنه ليس في وارد التورّط في اشتباكين أساسيين؛ الاول مع الغرب بشكل عام والثاني مع القوى السياسية والحزبية التي تضغط باتجاه الاسراع في التأليف محمّلة “العهد” مسؤولية التعطيل وتبعاته ومطالبة إياه بتقديم بعض التنازلات على طريق الحلحلة.