باسيل انتصر ونال ميقاتي ضمانات وثقة

11 سبتمبر 2021
باسيل انتصر ونال ميقاتي ضمانات وثقة

كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”:
 
وأخيراً قضي الامر وحمل المرسوم رقم 8376 البشرى السارة بما تضمنه من اسماء 24 وزيراً في حكومة رئيسها محمد نجيب عزمي ميقاتي، ليضع حدّاً لمناكفات سياسية استمرت على امتداد 13 شهراً بما شهدته من تدهور اقتصادي ومالي قل نظيره. بضمانات مرضية لميقاتي وحصة وازنة لرئيس الجمهورية ابصرت الحكومة النور بتوافق على وزيرين مسيحيين (نجلا رياشي ووليد نصار)، وتعيين وزير سني لعون مقابل مسيحي لميقاتي، لتكون النتيجة ثمانية وزراء للرئيس عون ووزيرين توافقيين، في حكومة لا ينطبق عليها توصيف ثلاث ثمانات، وليخرج رئيس “التيار الوطني الحر” المنتصر الاول في تشكيلة حكومية جاءت مطابقة للمفاوضات التي خاضها شخصياً في الايام الاخيرة، قبل اعلان ولادتها بالتعاون والتفاهم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. يسجل لميقاتي مرونته وحرصه على انجاح المفاوضات والسير عكس تيار المحيطين به، ممن سجلوا اعتراضهم على صيغة الحكومة بالشكل الذي خرجت به وحذروه من النتائج.

ليست شخصية ميقاتي صدامية ولا يحبذ المناكفات، ويتماشى مع الوقائع. ومنذ البداية رغب ان تكون له صفة الرئيس المنقذ وسيسير على هذا الاساس. قبل التشكيل وخلال المفاوضات تمّ التطرق الى كثير من الموضوعات المطلوب من الحكومة معالجتها، نال اكثر من ضمانة للتعاون واكثرها اهمية وعد من رئيس “التيار” بمنح الحكومة الثقة في مجلس النواب اذا التزم البيان الوزاري بما يتطابق وتطلعات “التيار”.

ينطلق عون بالتجربة الجديدة مع ميقاتي بعقل منفتح ولكن بوضوح في ما يخص الخطوات المطلوبة على مستوى الاصلاح، العامل الايجابي هنا ان العمل الحكومي ينطلق بمناخ اقليمي جديد عبر عنه بالقول: “إن الناس تسير الى الامام ولا تراجع الى الوراء”، قاصداً بذلك العلاقة مع سوريا ليغمز من قناة الاجتماع الرباعي الاخير في الاردن لوزراء الطاقة في كل من الاردن ومصر وسوريا ولبنان، والذي كان لعون دور في ترتيبه.ثمة متغيرات جديدة ستكون الحكومة على موعد معها وعلى ضوء هذه المتغيرات ستتم مواجهة التحديات، وضمنها يقع التدقيق الجنائي والاصلاحات الضرورية والتعافي المالي الذي تضمنته الخطة التي وضعتها حكومة الرئيس حسان دياب، وسيبني عليها ميقاتي في المرحلة المقبلة. ومن الضمانات ايضاً ان تولد البطاقة الانتخابية ولا يترك الناس على قارعة الفقر بينما يرفع الدعم. يبقى ان عون لن ينهي ولايته قبل ان يتم التأسيس للاقتصاد المنتج وتحصل المحاسبة على السياسات المالية والاقتصادية، اما السؤال عن مصير حاكم مصرف لبنان هنا فجوابه المتفق عليه على ما يبدو أن لكل سياسات جديدة رموزاً جديدة. خلال الجلسة الحكومية الاولى الاثنين المقبل سيقول عون ما يقوله في ما يتعلق بالتدقيق الجنائي وينطلق منه ليكون هو الاساس والمرتكز، وسيتحدث ميقاتي المرتاح لترؤسه للحكومة رغم تهيب الموقف، لكن الضمانات التي تلقاها واللحظة الاقليمية والدولية تبدو مساعدة وقد تسعفه في المرحلة المقبلة.

المصدر:
نداء الوطن