هل تقرر انقاذ لبنان فعلا؟

12 سبتمبر 2021
هل تقرر انقاذ لبنان فعلا؟

لا يبدو ان فكرة انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الحالي  لا تزال ممكنة بمعناها الحرفي، فليس هناك قرار دولي اقليمي، ولن يكون، بالذهاب نحو عملية انقاذ شاملة تعيد تعويم البلد بسحر ساحر، فهذه مرحلة انتهت ولن تعود كما يقول كثر من العارفين.

لكن، وبالتوازي مع استحالة الذهاب الى انقاذ شامل، يبدو ان القرار قد اتخذ لدى بعض العواصم الاساسية والمؤثرة في الساحة اللبنانية بمنع الانهيار الكبير، وبالتالي اعادة مد لبنان بالاوكسجين قدر الامكان بإنتظار التسوية الاقليمية الشاملة.ما كان متوقعا بعد الانتخابات النيابية المقبلة، بدأت تظهر ملامحه قبل اسابيع، اذ اوحى الحراك الدولي الذي واكب مفاوضات تشكيل الحكومة في الاسبوع الاخير بأن ترك لبنان لمصيره لن يحصل، بل ان هناك رغبة جدية لدى الفرنسيين والاميركيين بالمساعدة.

وبعكس ما يعتقد البعض، لم تنضج بعد اي تسوية دولية حول لبنان، لكن التواصل الفرنسي- الايراني الذي يشمل اكثر من ساحة، اوحى، بعد تناوله تفاصيل الازمة اللبنانية، بأن الاميركيين يريدون تخفيف حدة الكباش مع طهران في لبنان، لان التصعيد بينهما وصل الى حدود قصوى ،وهذا ليس واردا لدى واشنطن. لم تكن بواخر “حزب الله” العامل الوحيد الذي دفع الاميركيين لفتح مسارات جديدة على الساحة اللبنانية، لكن الاكيد ان توجه السفن الايرانية الى سوريا بعد ان كان مرجحا رسوها عند الشواطئ اللبنانية دليل على ان الاشتباك  الكبير بين الاميركيين والحزب تأجل، وان اتفاقات ضمنية حصلت. اضافة الى الغاز المصرية والكهرباء الاردنية وفتح مسار العلاقة السياسية والاقتصادية مع سوريا، يبدو ان هناك وعودا جدية من قبل الفرنسيين والاميركيين بتقديم تسهيلات، وربما مساعدات مالية للبنان، بالتوازي مع بدء النشاط الحكومي الامر الذي سيحسن الواقع المالي والنقدي تدريجيا.تبقى دول الخليج التي سيشكل انخراطها في اي عملية مساعدة للبنان نقلة نوعية ومحورية في الواقع السياسي والمعيشي داخله، لكن الاكيد ان كل هذه الايجابية هي آنية بهدف تمرير مرحلة الانتخابات النيابية ، وبعدها ستحدد التسوية الاقليمية مصير لبنان وازمته الاقتصادية.