هل أُسدلت الستارة على الحريرية السياسية؟

14 سبتمبر 2021
هل أُسدلت الستارة على الحريرية السياسية؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:مجدداً أخطأ الرئيس سعد الحريري في حساباته وانسحب ونجح خصومه في تهميش الحريرية السياسية وليس ازاحتها او القضاء عليها. فالتاريخ يتحدث عن سِيَر زعماء او رؤساء احزاب كان اغلب الظن ان مسيرتهم انتهت الى اللاعودة لكنهم عادوا الى السلطة وعلى رأسها وصار لهم تمثيلهم النيابي والوزاري. يشكل لبنان حالة خاصة هنا، فلا زعيم او رئيس او وزير تنتهي مهمته ويغادر حلبة السياسة الا في ما ندر، فكيف اذا كان هذا اللاعب رئيس اكبر كتلة نيابية وله حيثيته على ساحته السنية.

واقع الحريري وحيثيته الداخلية لم يتغيرا وان اهتزا كما اهتزت ساحات غيره من رؤساء الاحزاب، لكن من ساهم في كف يده وتطويقه كان ذاك القرار السياسي الذي اتخذته السعودية بفك ارتباطها معه ورفع اليد عنه نهائياً، وإقفال الباب في وجه الحريرية السياسية الى حين، ولم تعِد فتحه امام آخرين بدليل ان اي موقف داعم لحكومة حسان دياب لم يصدر على امتداد عامين، ويبدو ان التجربة ستكون ذاتها مع حكومة ميقاتي بحيث لم يصدر اي موقف سعودي تعليقاً على تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الساعة.خرج الحريري من السلطة، لكنه خروج موقت بالتأكيد، فالرجل وان كثرت اخطاؤه في السياسة فالبديل عنه ليس جاهزاً بعد على الساحة السنية رغم السعي الدؤوب لذلك من قبل المملكة، ولاعتبارات عديدة ومختلفة. أساء الحريري الى نفسه وسلطته قبل ان يسيء الى الآخرين والرجل سيكون بحاجة حتماً الى مراجعة حساباته السياسية من اساسها، والا هل يعقل ان ابن رفيق الحريري والرئيس السابق للحكومة يخرج من جنة السلطة بصفر تحالفات ولا تربطه علاقة بأي من حلفاء والده السابقين. ضيّع الحريري فرصاً على نفسه وباعتراف الحريصين عليه فمن المبكر الحكم على وضعه الانتخابي منذ اليوم، ذلك ان الانتخابات النيابية سلاحها المال وشد العصب، وفيما يسعى الى تأمين العنصر الاول، فالثاني ليس بالامر الصعب طالما ان الانتخابات ستجرى في عهد عون، لكن ماذا عن التحالفات فهذه قد تكون ام العقد؟ أياً كانت الاسباب فالنتيجة ان الحريري تنحّى جانباً والحريرية السياسية صارت خارج اللعبة ولو موقتاً، ولكن سيكتب التاريخ ان صانعها هو من اقفل بابها انتقاماً او تصفية للحسابات لا فرق.ِ