لاجراء الاصلاحات وانتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد

19 سبتمبر 2021
لاجراء الاصلاحات وانتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء ميفوق – القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، بعنوان “لا تسكتوا عن نسيان الشهداء” تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية، ولمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس الرابطة، عاونه فيه راعيا أبرشيتي جبيل المارونية المطران ميشال عون والبترون المطران منير خيرالله ورئيس دير سيدة ميفوق الاب يوسف متى.

 
وقال الراعي: “إختارت الرابطة موضوعا لهذا العام: خمس وعشرون سنة لم نسكت فيها عن نسيان الشهداء، ونعم الاختيار. فالذاكرة التي تعني عدم النسيان ضرورية للغاية من أجل جعل إراقة دماء الشهداء لا مجرد ذكرى لماض حدث، بل حاضرا يتفاعل في ضمائرنا جيلا بعد جيل، ويعطي دماءهم ثمنها الغالي، إذ ماتوا لنحيا وفقا لآمالهم. عندما أسس ربنا يسوع المسيح، ليلة آلامه وموته، سر القربان بتقدمة ذاته ذبيحة فداء لمغفرة الخطايا، ووليمة روحية لحياة العالم، أمر كهنة العهد الجديد قائلا: “إصنعوا هذا لذكري” (لو 22: 19-20). فكانت الذكرى في آن تذكارا لماض، وتحقيقه في الحاضر، واستمراريته في المستقبل حتى مجيئه الثاني بالمجد (راجع 1 كور 11: 26)”.

وقال: “أمام أضرحة شهدائنا، وغابة أرزهم المهيبة والناطقة، نتذكر أن ما حققه آباؤنا وأجدادنا والجيل المقاوم، كان بعرق الجبين ودم الشهداء، بالصمود والمقاومة، بالعلم والإبداع. لم يقاتل أحد عنا. العمالة ليست من مكونات الشخصية التاريخية المسيحية في لبنان. من يقاوم ويستشهد في سبيل قضية لا يتقبل العمالة وتعددية الولاءات. ومن يسترجع التاريخ، القديم والحديث، يكتشف أن المسيحيين في لبنان، وبخاصة الموارنة، ما تعرضوا للحروب والاضطهاد إلا لأنهم رفضوا العمالة والخضوع وآثروا الصداقة والتحالف على أسس الكرامة الشخصية والسيادة الوطنية”.وأضاف: “لقد شكرنا الله على خروج لبنان من أزمة الحكومة التي استمرت ثلاثة عشر شهرا، وعلى تشكيل حكومة جديدة اتخذت شعار: “معا للانقاذ”. إننا إذ نجدد لها تمنياتنا بالنجاح، نأمل أن تعمل كفريق وطني واحد يعكس وحدة الدولة لوقف التدهور”.وختم الراعي: “ما يعزز أملنا هو أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية التي استولدت هذه الحكومة تسمح لها بالقيام بالملح الذي يحتاجه الشعب منها، وهو على الأخص:- إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، واستنهاض الحركة المالية والاقتصادية والمصرفية.- تأمين العام الدراسي، بكل ما يلزمه، ودعم المدرسة الخاصة على غرار الرسمية فلا يدفع المواطن ضريبتين.- حل أزمة المحروقات والكهرباء، وإغلاق معابر التهريب على الحدود اللبنانية – السورية، ومكافحة الإحتكار والتلاعب بالأسعار.- معالجة قضية برادات التفاح منعا من إتلافه.- إنتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد في إطار لبنان الواحد، واللامركزية الموسعة.- دعم القضاء اللبناني لينجز التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، بحيث يتم وفقا للقوانين ومستلزمات العدالة، ولا أحد أغلى من دماء الشهداء، ودموع الأهل، وآلام الجرحى والمعوقين، وعاصمة لبنان بيروت.- إننا نبتهل إلى الله، بشفاعة سيدة إيليج وسلطانة الشهداء، لتتمكن هذه الحكومة من أن تشق طريقها وتعالج القضايا الملحة، وأن تعيد الحياة إلى علاقات لبنان العربية والدولية، وتقدم موحدة على التفاوض مع الدول والمؤسسات المانحة، إذ يصعب أن يستعيد لبنان دورته الحياتية والاقتصادية والمصرفية، ويخرج الشعب من الإذلال اليومي من دون مساعدات خارجية سخية”.