“التيار” و”حزب الله”.. خيارات متعددة!

26 سبتمبر 2021
“التيار” و”حزب الله”.. خيارات متعددة!

لم تعد العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” كما كانت عليه عام ٢٠٠٩ مثلا. تغير شكل العلاقة بالرغم من انها لا  تزال حاجة مشتركة، ويعرف القيمون عليها انها لم تعد بالمتانة السابقة وهم يتعايشون مع الفكرة ومتصالحون معها.
 
الطرفان يريدان الحفاظ على التحالف، والتعلم من اخطاء حصلت وتحصل، ولعل اولها عدم التحالف الكامل في الانتخابات النيابية عام ٢٠١٨، وينظر “التيار” و”الحزب” الى هذا الامر بأنه احد الاخطاء التي يجب عدم تكرارها.
 
وبالرغم من ذلك، لم يحسم حتى اللحظة كيف سيتم عقد التحالف الانتخابي بين الطرفين،وما اذا كان سيكون عاما يشمل كل الدوائر والاقضية ام تحالفا آنيا وفق مقتضيات المصلحة الانتخابية؟ لا شيء حُسم بعد علما ان اجتماعات كثيرة تعقد بين الجانبين لايجاد الحلول المقبولة.
 
خيارات عديدة امام الحليفين، الخيار الاول ان تعتمد المصلحة الانتخابية التقنية لتحديد الدوائر التي سيتم التحالف فيها، وهذا ما قد يؤدي الى تضارب في المصالح، اي ان هناك دوائر سيكون من مصلحة التيار فيها عدم التحالف مع الحزب في حين سيكون من مصلحة الحزب التحالف مع التيار.
 
المشكلة ان هكذا خيار سيكون مفيدا نظريا للتيار، لكنه سيؤدي الى عدم حماسة شعبية للتصويت، اذ ان التحالف مع حزب الله في دائرة سيقابله التحالف مع احد خصوم الحزب في دائرة اخرى وبالتالي فإن التيار لن يكون لديه خطاب انتخابي واضح بل خطاب متناقض ومتأرجح.
 
الخيار الثاني هو التحالف الشامل، لما فيه من ايجابيات كبيرة خصوصا وان الحزب قد يكون مهتما بدعم التيار حيثما يستطيع ، لكن في المقابل ستكون هناك تضحيات مشتركة مطلوبة، لان للحزب حلفاء كثرا يجب مراعاتهم وسيكونون في اللوائح ذاتها.
 
كذلك فان التحالف مع الحزب سيفرض على التيار تحالفا مع حركة امل وبالتالي سيواجه مشكلة جدية مع بيئته الحاضنة التي قد ترفض مثل هذا التحالف ولا تتقبله بعد كل الخلافات السابقة التي سيطرت على العلاقة بين امل والتيار.
 
بات الحليفان مجبرين على حسم خياراتهما الانتخابية في كل تفاصيلها، الامر الذي يمهد لبدء العمل على الارض مع الماكينات الانتخابية خصوصا ان هناك حاجة استراتيجية للطرفين لاثبات قدرتهما في بيئتهما وعلى المستوى الوطني في الاستحقاق الانتخابي المقبل.