“المتحور دلتا في لبنان هو المسيطر”. إنه أمر معلوم أكدته مؤخرًا منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن هذا المتحور آخذ بالانتشار في بلاد الأرز، من دون أن يكون هذا الواقع سلبيًّا برأي بعض الخبراء لجهة معينة، مع ما يترافق ذلك من تخوف لدى بعض غير الملقحين وحتى الملقحين منهم الذين يتساءلون عن الخطر الذي يمكن أن يلحقه بهم هذا المتحور الأسرع والاكثر سيطرة حتى الآن بين المتحورات .
رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الروم الدكتور جورج جوفيليكيان أكد لـ”لبنان ٢٤” أن “المتحور دلتا يبسط سلطته في البلاد مثله مثل أي بلد آخر، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية ألغت عن قائمة المتحورات الجديرة بالاهتمام “متحوري إبسيلون وهبتا ” لأنهما لم يسيطرا وهذه هي ميزة دلتا لأنه الأسرع بين كل المتحورات وهو ما جعله يسيطر في مختلف دول العالم”.”إيجابية” دلتاولفت جوفيليكيان إلى أمر إيجابي يتعلق بدلتا مقارنة مع غيره من المتحورات، قائلًا: “نحن لدينا متحور أسرع من غيره ويمنع غير متحورات من أن تأخذ مكانه وهذا أمر جيد لأن دلتا ليس خطيرًا كغيره من المتحورات”، لافتًا إلى أنه “إذا أردنا الحديث عن موعد توقف كورونا فهو يحصل عندما يكون هناك فوق الـ٧٠٪ من البشر لديهم مناعة أي ما يسمى بمناعة القطيع أو أن يظهر متحور يسيطر على الأرض ولا يؤذي بشكل كبير، وهذه هي الحال مع المتحور دلتا الذي هو أسرع بأربعة أضعاف من فيروس كورونا الأساسي”.
ماذا لو ظهر متحور أسرع من دلتا؟
وأشار جوفيليكيان إلى أنه في حال ظهور متحور أسرع من دلتا فالأمر يتوقف على خطورته والأشخاص القابلين للإصابة به، متطرقًا في هذا الإطار إلى المتحور دلتا بلس الذي هو “أخطر من دلتا لكنه لم يستطع أن يسيطر وهذا ما هو مهم لأن دلتا بلس لا تتجاوب معه اللقاحات الموجودة حاليًّا على عكس دلتا والمتحورات الأخرى”.
وقال إن “اللقاحات لديها نفس الفعالية تقريبًا بالنسبة للمتحورات والأشخاص الذين تلقوا لقاحات بشكل كامل بإمكانهم أن يصابوا بالفيروس ٥ مرات أقل ويدخلوا المستشفى ١٠ مرات أقل، كما أن إمكانية وفاتهم ١٠ مرات أقل مقارنة بالذين لم يتلقوا اللقاح، أما في ما يخص المتحور دلتا بلس فهذا الأمر لا ينطبق عليه إذ إن الأشخاص الملقحين الذين يصابون به كأنهم لم يأخذوا اللقاح سابقًا، لأن لا فاعلية للقاحات تجاه هذا المتحور، وبالتالي لو “دلتا بلس” كان أسرع من دلتا لتسبب بكارثة وأصبح هناك وباء جديد يجتاح العالم”.لمن يمكننا أن نعطي جرعة ثالثة؟وتطرق جوفيليكيان إلى الحديث عالميًّا عن إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات للمواطنين، مشيرًا إلى أن” المتحورات التي ألحقت ضررًا كبيرًا تأتي من الدول النامية وبالتالي يجب إعطاء جرعتين كاملتين في هذه الدول قبل التفكير بإعطاء جرعة ثالثة للمواطنين في الدول المتطورة”، لافتًا إلى أنه في العادة فإن “الأشخاص الذين يحتاجون لجرعة ثالثة هم من يتخطون الـ٦٥ من عمرهم ولديهم مشكلات صحية مزمنة أو لديهم مشكلة في المناعة”، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن “الأشخاص الذين دخلوا إلى مستشفى الروم مثلًا والذين كانوا قد تلقوا جرعتين من اللقاح وأصيبوا مجددًا بدلتا لم يتوفّ منهم أحد وأغلبهم كبار في السن”، مستخلصًا من هذا الواقع أن هناك إمكانية لاصابة حتى الملقحين بمتحور دلتا من دون أن يشكل ذلك خطرًا على حياتهم بشكل عام.ومن هنا إذا أردنا التركيز على النموذج اللبناني فعوضًا أن نعطي جرعة ثالثة للملقحين الكبار ، وفق جوفيليكيان “بإمكاننا أن نعطي اللقاحات للأشخاص الذين لم يأخذوا الجرعة الأولى مثل عدد كبير من المراهقين خصوصًا أننا بدأنا العام الدراسي في لبنان بشكل حضوري، لافتًا إلى أنه “كان من المهم جدًّا تلقيح التلامذة قبل المباشرة بحضورهم الى الصفوف المدرسية لأن بهذه الحال نكون قد حمينا الأطفال وأهاليهم في الوقت نفسه”.