أقل من تدخل وأكثر من دور مؤثر

7 أكتوبر 2021
أقل من تدخل وأكثر من دور مؤثر

يتمايز قدوم وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت عن السياق الديبلوماسي التي بدأ يسري في المقار الرسمية في لبنان ، مرد ذلك إلى الإشكالية الكبرى المتمثلة بالتباين الداخلي حول دور إيران ودعمها لحزب الله فضلا عن تطلعاتها التوسعية في ارجاء العالم العربي.

لا يمكن الجزم اذا كان حسين أمير عبد اللهيان بصدد الاحتفاء من بيروت بدور بلاده المحوري خارج حدودها ام انه سيعمد إلى ارساء اواصر الصداقة التاريخية مع لبنان، علما ان الضيف الايراني سبقت زيارته تحذير من حزب الله  شديد اللهجة بشأن الدور  الأميركي في الداخل اللبناني كما دعوات للتظاهر أمام وزارة الخارجية  رفضا للهيمنة  الايرانية وانتهاك السيادة اللبنانية.تعاظم النفوذ الايراني في سوريا  لبنان وبلغ مستويات مباشرة بحكم عوامل تراكمت وتشكلت مع الطموحات الايرانية بالتوسع منذ انتصار الثورة الإسلامية ونشوء نهج الخميني ، وبالتالي من السذاجة تصور تراجع  إيران عن مكاسب حققتها منذ تدخلها العسكري المباشر في العراق  سوريا وتحول حزب الله العمود الفقري لمشروعها الإقليمي.

ازاء الاصرار على إبراز إيران نفسها كدولة إقليمية مؤثرة في الميزان الدولي كما خلفيات الصراع التاريخي مع المحيط العربي، يبدو الانقسام اللبناني حول إيران اكثر حدة طالما ان النقاش يدور حول إعتبار حزب الله مكونا سياسيا او احد اذرع الحرس الثوري في المنطقة . وما يزيد من حدة الموقف تجاه إيران  عند المعارضين هو احجام دول الخليج عن مساعدة لبنان كما انتهاك السيادة اللبنانية و فتح الحدود مع سوريا وتشريع التهريب على أنواعه.يسجل احد السياسيين تزايدا في المتابعة الايرانية للشأن  اللبناني منذ انفجار 4 آب للحؤول دون دور غربي مباشر بعد انفضاض الدول العربية، وقد تقدمت إيران خطوات متقدمة في لبنان عبر توريد المحروقات و تحدي العقوبات الاميركية   في إطار الحروب المفتوحة للسيطرة على المحيطات والممرات البحرية.من هنا تنتهز طهران فرصة التراجع الأميركي والانسحابات العسكرية المتتالية و تسعى إلى تكريس نفوذها المباشر على بيروت عبر الأكثرية النيابية دون أن تتدخل  بشكل مباشر، طالما ان حزب الله يخوضها مواجهة مفتوحة  وبرفض  التنازل عن جملة مكاسب تحققت منذ وصول حليفه  ميشال عون رئيسا  للجمهورية رغم ما تلا ذلك  من انهيارات وأزمات مفتوحة.