عون يلح لعقد جلسة لمجلس الوزراء وميقاتي متمسك بايجابية التعاطي

13 ديسمبر 2021
عون يلح لعقد جلسة لمجلس الوزراء وميقاتي متمسك بايجابية التعاطي

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:يعرف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كيف يمتص غضب من حوله. ضليع هو في الترفع عن الانتقادات والعتب والتغاضي عنها بقصد تحقيق الهدف. يدرك ضمناً ان رئيس الجمهورية ميشال عون منزعج من عدم انعقاد مجلس الوزراء، ومن تغييبه عن مفاوضات صندوق النقد. دولياً يبدو وكأنه هو الاساس، وكأن هناك تحييداً لموقع الرئاسة لن يقبل به عون، ورسالته بهذا الصدد موجهة للخارج اكثر منه للداخل ولذا هو امتنع عن توقيع مراسيم استثنائية لتسيير الامور العالقة.

لا يلغي حرص مصادر ميقاتي المتواصل على الاشادة بالعلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وجود مآخذ متبادلة او لنقل ان تلك العلاقة ليست بالشكل الذي يحاول رئيس الحكومة تصويره. لننطلق من أمر أساس مختلَف عليه بين الرئيسين وهو جلسات مجلس الوزراء، التي تعد مؤشراً لتوتر بدأت معالمه تشق طريقها بين بعبدا والسراي الحكومي. يلحّ رئيس الجمهورية على انعقاد مجلس الوزراء ويعتبر ان تخلّف الحكومة عن متابعة جلساتها يصيبها في مقتل، وهي حكومة العهد الاخيرة ويجعله خارج ما يتفق بشأنه ميقاتي مع الوزراء، والاهم خارج مفاوضات صندوق النقد. وكدليل على ذلك رفض رئيس الجمهورية توقيع المراسيم الجوالة كوسيلة ضغط على ميقاتي للدعوة الى جلسة حكومية. لكن الاخير لا يظهر انه بوارد الدعوة لمثل هذه الجلسة لاعتبارات عدة: اولها، اصرار الثنائي الشيعي على التخلف عن الحضور الا بعد حل قضية المحقق العدلي طارق البيطار.

من خلال الردود عبر وسائل اعلامه، او تلك القريبة من نادي رؤساء الحكومات، يتوضح ان ميقاتي يصوب النار نحو المحيطين برئيس الجمهورية، اي التلميح ضمناً الى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على انه يقف خلف اثارة الخلاف، بما يؤكد حرص رئيس الحكومة على عدم افتعال مشكلة مع رئيس الجمهورية والتمسك بالايجابية في التعاطي، متجاوزاً “الحركشة” التي يقف خلفها المحيطون بالرئيس عون. خلاف لا يزال خفياً لكن بذوره موجودة ويمكن لو أينعت ان تودي بالحكومة. فعون الذي ضيع عهده اكراماً لموقع الرئاسة الاولى وصلاحيات الرئيس القوي، لن يسكت على الضيم في اشهر ولايته الاخيرة وحينها قد يكون شعاره “عليّ وعلى اعدائي”، خصوصاً في ظل الصمت المريب لحليفه “حزب الله” الذي بات يتعاطى مع وقف الحكومة لجلساتها كأمر واقع يجب التآلف معه، طالما ان البيطار مستمر في تحقيقاته.