بالرغم من كل العواصف السياسية التي تحيط بحزب الله وتستهدفه بشكل محدد، يبدو ان الحزب ليس راغبا، في المرحلة الحالية، في الدخول في اي اشتباك سياسي عالي السقف، كما تجنب الاشكالات الميدانية مرارا في العام الحالي.كثيرة هي الاسباب التي تدفع الحزب الى ما سماه “الصبر” والذي يؤدي مع الوقت الى سياسة احتواء كاملة لمعظم القوى السياسية الحليفة له وتلك التي تخاصمه، حتى انه، واذا استثنينا قضية تحقيقات انفجار المرفأ، يبتعد نسبيا عن فتح اشتباكات سياسية في قضايا مختلفة.لا يرغب الحزب في ان يُستدرج الى معركة سياسية او ميدانية حسب توقيت خصومه، ففي الاقليم يجد ان واقعه السياسي وواقع حلفائه في غاية الايجابية، اذ ان الانفتاح العربي المتسارع على سوريا يقابله اقتراب ايران من الاتفاق مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة لفك الحصار عنها، وبالتالي فإن الحزب لا يرغب بالقيام بأي خطوة قبل حسم الواقع الاقليمي لصالح حلفائه وعندها يمكن البناء على ما تحقق في الاقليم و” تحويل” التسويات لصالحه في الداخل اللبناني. ومن هذا المنطلق يعنبر ان “الخربطة” في لبنان ليست في صالحه ابدا .كذلك فإن الحزب يؤيد فعليا حصول الانتخابات النيابية المقبلة بغض النظر عن نتيجتها، اذ ان اجراء الانتخابات سيعيد تكريس شرعيته الشعبية اقله على الساحة الشيعية وسيساهم في توهين الحملة الاعلامية والسياسية ضده، من هنا فإن الذهاب الى اشتباك وتوتير سياسي شامل لن يخدم هذا الهدف.يسأل مصدر متابع: في الاصل مع من سيشتبك حزب الله؟ مع حلفائه؟ اذ ان جزءا من الازمة السياسية الحالية هي بسبب الخلاف بين الحزب وحلفائه وتحديدا التيار الوطني الحر، وعليه فإن الضاحية لا ترغب ابدا في الشقاق مع ميرنا الشالوحي لا بل تسعى الى احتواء غضبها واستيعابه، ما جعل التهدئة سياسة شاملة للحزب.
يجد حزب الله ان المصلحة السياسية الكاملة تقتضي تجنب الكم الاكبر الممكن من الخراب والتوتير على الساحة اللبنانية، لان الذهاب الى توترات اهلية وضرب الامن الاجتماعي سيشكل تهديدا لساحة اقليمية هو الاقوى داخلها وسيكون بالتالي هو المتضرر الاول ، وهذا ما لا يريده ابدا مهما حصل.
المصدر:
لبنان 24