استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وفدا من الجماعة الإسلامية ضم أمينها العام عزام الأيوبي، ورئيس المكتب السياسي الدكتور عماد الحوت الذي قال بعد اللقاء: “زيارة صاحب السماحة تأتي في إطار حرص الجماعة على التشاور الدوري مع صاحب الدار في ما يتعلق بالشؤون اللبنانية عموما والشؤون الإسلامية خصوصا”.
اضاف: “لا شك ان العنوان الحاد اليوم هو الأزمة المعيشية وانسداد الأفق السياسي من خلال عدم اجتماع الحكومة لأخذ القرارات المناسبة لحلحلة أمور الناس، لكن أيضا من الأمور التي تداولنا فيها الاستحقاق الانتخابي القادم والذي من الممكن أن يشكل منطلقا لتغيير يتيح فرصة للخروج من النفق الذي يعيشه لبنان وانسداد الأفق السياسي”.
وتابع: “من هذا المنطلق، ولأن المكون السني في لبنان مكون أساسي وبالتالي وحدته وتماسكه هي مقدمة أساسية وحاجة أساسية لوحدة وتماسك الوطن، ونحن كجماعة إسلامية نقارب هذا الاستحقاق من منطلق أوسع تشاور ممكن داخل الساحة السنية حتى نؤمن أكبر تحصين لها، لأن الطامعين لاختراق هذه الساحة وإيجاد تشققات بها متعددو الأطراف وكثر، ولا مصلحة للبنان عموما وللمكون السني في لبنان أن يحصل هذا الأمر، لذلك نحن حرصاء على أوسع مروحة تشاور ممكن في هذا الاستحقاق حتى ننطلق بعد الانتخابات النيابية برؤية تساعد على تحسين الوضع في لبنان”.
الجبهة الديموقراطية
واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” في لبنان، وقال علي الفيصل باسم الوفد: “نقلنا لسماحته تحيات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وقدرنا له مواقفه النبيلة الداعمة للقضية الفلسطينية، ولكفاح الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتزاع حق عودة اللاجئين إلى ديارهم. ووضعناه في صورة التطورات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، خصوصا ما تتعرض له مدينة القدس من هجمات لقطعان المستوطنين، وللحكومة الإسرائيلية التي تحمي وتمارس كل هذه العمليات الاستيطانية وعمليات القمع، وتمعن قتلا واعتقالا واستيطانا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الفلسطينية، وتمعن حصارا لأهلنا في قطاع غزة، وقمعا لأبناء شعبنا في المناطق المحتلة عام 48، وتسد الأفق أمام أي حل سياسي يضمن تحرير بلادنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس”.
اضاف: “أكدنا له مساعينا المستمرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووضعناه في صورة عناصر المبادرة التي ستطلقها “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” من أجل إنهاء الانقسام، وتقوية مواقع الممانعة والمقاومة والانتفاضة في شعبنا الفلسطيني. كما وضعناه في صورة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به شعبنا الفلسطيني في لبنان جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، ووضعناه ايضا في صورة العمل الفلسطيني اللبناني المشترك خصوصا مع الاخوة في لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، باعتبار لبنان يرأس حاليا اللجنة الاستشارية المشرفة على الاونروا باتجاه توفير موازنة مستدامة للاونروا، وأيضا فرض ضغوطات مستمرة عليها من أجل وضع خطة طوارئ تستجيب لمتطلبات اللاجئين في لبنان خصوصا من ناحية رفع المساهمة في عمليات الاستشفاء أو بتوفير الأرضية لتعليم جيد لأبنائنا، أو خطة طوارئ إغاثية ومادية مستدامة إلى حين انتهاء هذه الأزمة واستكمال إعمار مخيم نهر البارد”.
واستطرد قائلا: “قدرنا في هذا السياق لوزير العمل قراره لتوسيع فرص العمل أمام الفلسطينيين، متمنين عليه وعلى الحكومة اللبنانية، رغم الأوضاع السائدة، أن يجري إقرار الحقوق الإنسانية خصوصا حق العمل وحق التملك وفق تشريعات قانونية تضمن ذلك، لأن من شأن ذلك أن يدعم صمود اللاجئين في نضالهم لانتزاع حق عودتهم ومواجهة سياسة التهجير والتوطين التي تسلكها الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها ودولة إسرائيل”.
وتابع: “أكدنا من جديد أن الفلسطيني في هذا البلد يحدوه الموقف الموحد الذي يقول بأننا لسنا جزءا من الصراعات الداخلية، بل نحن نريد الأمن والاستقرار للبنان، ونريد الأمن والاستقرار للمخيمات من أجل حماية الوجود الوطني الفلسطيني، ومن أجل استمرار النضال والكفاح لانتزاع حق عودتنا إلى ديارنا فلسطين”.
الهيئات الاسلامية
واستقبل المفتي دريان وفدا من تجمع الهيئات الإسلامية ومجلس وحدة بيروت برئاسة مصطفى بوتاري، وجرى البحث في الشؤون المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية وأوضاع أهالي بيروت لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.